الأستاذ أنور الجندي - رحمه الله
هناك محاولة خطيرة تستهدف دائماً معارضة القول بأن هناك:
ظاهرة تغريب، وغزو ثقافي، أو محاولة احتواء للفكر الإسلامي، أو سيطرة فكر وافد.
وتحاول هذه المحاولة أن تعتمد على أمرين:
الأمر الأول هو القول: "أين هذه المؤسسة التي تسمى
التغريب" ذلك لأن هذه المؤسسة ليست بناءاً مجسماً له دار ولافتة مكتوب عليها
مدرسة التغريب أو مؤسسته وذلك هو تساؤل السذج الأغرار قصيري النظر البسطاء الذين
يعدهم التغريب أحسن أدواته وأكثرها نفعاً لأنهم يقومون بخدمته دون أجر، وعلى حساب
النوايا الطيبة.
والأمر الثاني: هو مداواة التابعين العملاء الذين هم
كالحية الرقطاء يخادعون الناس ويخفون حقيقة ولاءهم.
ومع الأسف أن الذين يشككون في التغريب هم من النوع
الأول: أولئك الحمقى الذين طبع الله على قلوبهم، وأعمى أبصارهم.
ذلك أن التغريب لم يعد بعد هذا الوقت الطويل موضع تساؤل
أو تشكيك. وربما كان كذلك في الثلاثينيات حيث كان يغطي العالم الإسلامي والأمة
العربية ظلام كثيف وكانت هناك حقائق كثيرة ما تزال محجوبة، ولعل أهمها: بروتوكولات
صهيون التي ظهرت في العالم كله عام 1902م حتى عام 1952 م تقريباً وإلى ما بعد أن
قامت إسرائيل في قلب الأمة العربية.
ولقد كشف هذه الحقيقة دعاة التغريب أنفسهم، ولعل أول
وثيقة في هذا المجال هي كتاب (وجهة الإسلام) الذي ألفه هاملتون جب مع جماعة من
المستشرقين وأعلن فيه صراحة أن هدف البحث هو معرفة:
"إلى أي حد وصلت حركة تغريب الشرق وما هي العوامل
التي تحول دون تحقيق هذا التغريب". وذلك للقضاؤ عليها.
ويمكن لقارئ الكتاب أن يستكشف مناهج التغريب واضحة،
كالسهام تندفع في أعماق العيون الضالة والمضللة لتسقط عنها غشاوات الغباء والجهل. وجاء
بعد ذلك كثيرون فأشاروا إلى ذلك وأوردوا المصادر والوثائق:
من العرب الدكتوران عمر فروخ والخالدي في كتابهم
"التبشير والاستعمار" ومن الغرب: المؤرخ العالمي توينبي في كتابه
(العالم والغرب).
وهناك عشرات الأدلة والوثائق التي تضع الحقيقة ناصعة أمام
من يريدها لوجه الحق. ولا يمالئ فيها خاصة لأقطاب التغريب ودعاة الجنس وعمالقة الغزو
الثقافي.
ومن يتابع كتاب "الغارة على العالم الإسلامي"
وهو سابق سبقاً بعيداً لكتاب هاملتون جب وقد ترجمه العلامة محب الدين الخطيب في
جريدة المؤيد قبل أن يبدأ هذا القرن بسنوات وكان اسمه الحقيقي واضح الدلالة على
الهدف هو: فتح العالم الإسلامي يجد أن القضية أكيدة واضحة وأن مخططاتها منسقة
وموزعة على المؤسسات: مؤسسة المدرسة والجامعة عن طريق الإرساليات ومؤسسة الصحافة
والثقافة عن طريق الصحيفة والمجلة والكتاب، ثم هناك مؤسسة أخرى أشد خطراً ظهرت من بعد هي مؤسسة
القصة والمسرحية والشاشة والإذاعة المسمومة والمرئية.
وليس بعد ذلك دليل على وجود هذه الحقيقة: حقيقة التغريب
ولها دعاتها وكتابها المنبثون في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ولعل من يطالع بعض
الاجتماعات التي عقدت في إحدى دور الصحف الكبرى يجد أن الأمر واضح وجلي وليس في
حاجة إلى دليل جديد أمام الإغرار الحمقى، الذين أعماهم حرصهم على أن يكونوا
أتباعاً أذلة للأسماء اللاحقة من كتاب الجنس والقصة. وأن يكونوا ثماراً فجة في هذه
الشجرة الملعونة التي شاخت وتحطمت.
ولاريب أن من يرى مؤسسات التبشير والاستشراق وما يصدر من
شبهات وتحديات يحكم بما لايدع مجالاً للشك بوجود هذه الظاهرة وحركتها الدائبة.
إن مفهوم مصطلح التغريب في عشرات من تعاريفه إنما يعني:
خلق عقلية جديدة تعتمد على تصورات الفكر الغربي ومقاييسه لتحاكم الفكر الإسلامي
والمجتمع الإسلامي من خلالها بهدف سيادة الحضارة الغربية وتسييدها على حضارات
الأمم ولاسيما الحضارة الإسلامية.
ولقد ذكر المبشرون والمستشرقون أن هدفهم هو خلق أجيال
تحتقر كل مقومات الحياة الإسلامية بل الشرقية وأبعاد العناصر التي تمثل الثقافة
الإسلامية عن مراكز التوجيه. ولقد عملت حركة التغريب في موالاة عجيبة ودأب بالغ
على تدمير الشخصيات العربية الإسلامية الباهرة وفي مقدمتها الرسول الكريم وصحابته
وأبطال الإسلام، ومفكريه كما ركزت على إحياء النماذج الشاذة والإذاعة بها أمثال
الحلاج والسهروردي وبشار وابن الراوندي.
ولقد جرت هذه المحاولات من منطلق براق هو الصحف الضخمة
والمطبوعات الأنيقة، مع هالة الأسماء وبريق الألقاب وضجيج الشهرة.
واستخدمت أسلوب الأحكام المسبقة، وخلق الافتراضات ثم
بناء نظريات على أساسها.
ولقد كان دعاة التغريب هم أكثر الناس إفساداً للمنهج
العلمي الذي يدعو إلى التحذير من الحماسة والتقريرية والعاطفة والتعميم فسقطوا في
هذه الأخطار وقارفوا هذه المحاذير، وإن واحداً منهم لم يستطع أن يصدع بكلمة الحق
والإنصاف، وكانت كتاباتهم جميعاً مشوبة بذلك الاستعلاء والعدوان وعبارة الحقد
وأسلوب التعصب.
ولعل من أخطر محاولات التغريب هي محاولة وضع البديل في
مواجهة الإصيل، والعمل على تقديم بدائل سريعة ذات مظهر لامع، وتحوطها هالة من
الضجيج لكل فكرة أصيلة في محاولة لتحويل الرأي عنها في ظل طوابع من الإغراء
والتزييف. وتحت اسم البحث العلمي والعبارات البراقة الخداعة.
وليست هذه الطريقة جديدة على الفكر الإسلامي، ولكنها سنة
لكل العصور، ولعل أبرز ملامح تاريخ الفكر الإسلامي هو ذلك الكفاح الدائب دون هيمنة
الفكر الوافد أو العقلية الخارجية التي سلطها عليهم اليونان والهنود والمجوس واليهود،
ولقد بدت هذه المقاومة في صورة ملحمة رائعة كان أعلام المسلمين ومفكريهم ونوابغهم جيلاً
بعد جيل يقاومون دون السماح لشخصية الإسلام الحضارية والفكرية ذات الطابع المتميز
تحت اسم التوحيد أن تذوب أو تتلاشى في شخصية حضارية أخرى.
ولقد ظل المسلمون قادرون على ذلك في مجال الفكر في العصر
الحديث بل لعلهم أقدر عليه في مجال الحرب والسلاح، وأن هذا الرفض ليتجلى في أروع
صورة في صمود الجزائريين ومقاومتهم فناء شخصيتهم العربية الإسلامية.
ولقد ظل أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث يوالون
الدق على الطبول في مواجهة أخطر المحاولات الدائبة المستمرة لتحريف الفكر الإسلامي
(أصوله وتعالميه وأحكامه) تارة بالنقص منها وأخرى بالزيادة فيها وثالثة بتأويلها
على غير وجهها.
ولقد كان من أكبر الأخطار التي واجهتنا دون إرادة حرة،
هي محاولتنا فهم كثير من الأمور من خلال مناهج الغرب ومقاييسه، هذه المناهج
والمقاييس التي كونها الغرب من خلال ظروفه الاجتماعية وتحدياته التاريخية وتركيبه
النفسي والاجتماعي.
إن هناك حقيقة لا سبيل تجاوزها أو إنكارها هو أن في
العالمن ثقافتين: إسلامية وغير إسلامية ولا يمكن أن يلتقيا في إطار واحد، يخطئ
البعض حين يظن أن "التغريب" هو حمل المسلمين والعرب على قبول ذهنية
الغرب، وإنما الحقيقة أن التغريب هو محاولة خلق (دائرة فكر) تهدم إرادة المسلمين
والعرب وتنتقص فكرهم وتشيع فيه الشبهات والمثالب، ثم لا تدفعهم إلى أي جانب من
جوانب البناء أو النهضة مستمدة من أي فكر آخر.
ومن شأن دائرة هذا الفكر اللقيط، أن تحول بين المسلمين
وبين أي حركة أو نهضة، وإنما تمسكهم ليدوروا في هذه الدائرة المغلقة، حتى ينتهوا، وتجعلهم
يفكرون من داخل دائرة مادية خالصة، معزولة تماماً عن العقيدة الإيجابية المتكاملة التي
علمهم إياها الإسلام وهداهم إليها منهاجاً للحياة قادراً على التقدم من ناحية وعلى
مقاومة الغزو من ناحية أخرى.
وهم منذ ركنوا إلى هذه الدائرة الصماء فقدوا كل قدرة على
الحركة الأصيلة، ذلك أن تركيب الفكر التغريبي الوافد، إنما استخدم أعظم ما استخدم
تضارب المذاهب الغريبة وصراعها وأحيا في نفس الوقت كل ما أنشأته الشعوبية والزندقة
والباطنية في الفكر العربي الإسلامي من مفاهيم وشخصيات، لتقيم من هذا كله تلك
الدائرة التي تقتل النفس العربية قتلاً وتحول بينها وبين الحياة والحركة والبنالء
والتقدم جميعاً في الذل والظلام والدوار حول وهم معلق وشبح كاذب.
ونحن نعرف أن شخصيتنا تستمد قوتها من قيمنا، فإذا
انحرفنا عن هذه القيم فقدنا الطريق، وتهنا في البيداء وذلك هو ما قصد إليه التغريب
واستطاع أن يحققه إلى حد كبير، ولعل أبرز محاولات التغريب هي الحيلولة دون قيام خط
التقاء بينل العناصر والشعوب التي يجمعها فكر واحد في الأصل مصدره القرآن واللغة
العربية ومنهج محمد بن عبد الله، وذلك عن طريق استهلاكها في الإقليميات والأمميات والمفاهيم
التي تفصل القيم وتمزق العناصر التي وحدها الإسلام في كل متكامل جامع.
فإذا أضفنا إلى هذا محاولة هدم المجتمع وتقويضه بنشر
الإباحية عن طريق القصة، وفلسفات الوجودية والهيبية وغيرها عرفنا إلى أي مدى تجرى
المحاولة الخطيرة.
بل إن ما ألقي إلى العرب والمسلمين من مفاهيم الحرية
والتقدم والديمقراطية والعدل الاجتماعي وغيره، إنما كان في الأصل هو "عطاء"
الإسلام للبشرية كلها وللحضارة أساساً، قد أعيد إليها وقد شابه اضطراب كبير وإن
غلف بأغلفة براقة لامعة.
ولعل أخطر محاولات التغريب إنما ركزت على تفريغ العقل
والقلب العربي الإسلامي من القيم الأساسية المستمدة من التوحيد والأخلاق والإيمان
بالله، ودفع هذه القلوب والعقول عارية أمام عاصفة هوجاء تحمل معها السموم
والجراثيم عن طريق التعليم والصحافة والكتاب والمسرحية والفيلم والأزياء والملابس.
ومن ثم خرجت هذه المؤسسات جميعاً ذلك الجيل الذي حمل
دعوة لالهدم وسار بها تحت اسم التقدم والحضارة وعمد إلى متابعة المستشرقين والمبشرين
في تحريف التاريخ الإسلامي وتشويه مبادئ الإسلام وثقافته وانتقاص الدور الذي لعبه
في تاريخ العالم، مع خلق شعور بالنقص في نفوس المسلمين.
وفي عشرات المجالات والقضايا عمل "التغريب":
في مجالات التفرقة بين الإسلام والعروبة، وفي النظرة الجزئية، والفصل بين الدين
والمجتمع، واللغة والتاريخ، وعن طريق إحياء الروابط القديمة التي أبادها الإسلام
وقضى عليها نهائياً.
ثم عمد إلى خلق شبح كريه أسماه القديم والماضي والتاريخ
مع أمة واحدة من أمم الشرق والغرب لا تستطيع أن تدعي أنها انفصلت في أي نهضة عن
ماضيها وتاريخها.
وأكبر الدعاوي الباطلة التي يثيرها التغريب هي عالمية
الثقافة، والحضارة البشرية، ووحدة الفكر البشري وكلها دعوات لها دواخلها وغاياتها
المريبة، التي تتمثل في مفهوم واضح هو "تذويب" الفكر العربي الإسلامي و
"احتوائه" وصهره في بوتقة الأقوياء المسيطرين أصحاب النفوذ العالمي
السياسي المسيطر.
ونحن نعلم أن لكل أمة ثقافتها وقيمها وذاتيتها وفاهيمها
وتراثها ومزاجها النفسي الذي شكلته القرون المتطاولة والعقائد والقيم وأنه لا سبيل
أن تنصهر إلا الأمم الصعيفة الذليلة، أما الأمة الإسلامية والفكر الإسلامي فإنه من
المستحيل أن ينصهر أو يذوب في أي معدة مهما كانت، ذلك لأنه أعمق جذوراً وأقوى قوة
من كل قوى الأرض.
يمكن أن توصف حركة الغزو الثقافي الحديثة التي بدأت تعمل
في العالم الإسلامي منذ سيطرة الاستعمار الغربي، أنها امتداد متطور لهذه الحركة
التي يحمل لواءها خصوم الإسلام وأعداؤه في كل عصر لإخراجه من قيمه ولإتاحة الفرص
للغزو الأجنبي في السيطرة والاستعمار.
وقد ارتبطت حركة الغزو الفكري "التغريب"
بالاستعمار ارتباطاً عضوياً وليس ذلك شكلياً إن حركة "تغريب الشرق" هي
دعوة كاملة لها نظمها وأهدافها ودعائمها ولها قادتها الذين يقومون بالإشراف عليها.
وهي حلقة من مخطط واسع في تأكيد الاستعمار ودعمه قوامها عمل استعماري فكري بعيد المدى
قصد به القضائ على معالم شخصية هذه الأمة وتحويلها إلى صورة غربية الملامح
لتخليصها من القيم والمثل والتراث الذي يتصل بها والذي كان عاملاً على تكوينها
خلال الأجيال الطويلة فقد كان الاستعمار يفهم أنه بعد أن سيطر على العالم الإسلامي
بجيوشه وقواه العسكرية ونفوذه السياسي لابد يوماً أن ينسحب فكان لابد من وضع مخطط
دقيق لإبقاء نفوذه في المناطق التي احتلها وكان لابد له أن يبقى حتى تتكون له
طلائع تخلفه من أهل الأقطار نفسها، يؤمنون بفكره، ويسيرون في اتجاهه، ويخدمون
مصالحه يكونهم عن طريق التعليم في مدارسه، ووفق أهدافه، وتكون أمانتهم له أكثر من
أمانتهم لأوطانهم.
وليس كل من تثقف بالغرب، أو اتصل بالمستشرقين ودوائر
الفكر الغربي كذلك. وليس كل من اتصل بالغرب وآمن به استمر على إيمانه، فإن الحقائق
لا تلبث أن تنكشف عن زيف الاستعمار ومغالطته، فلا يلبث الأمر أن يظهر أن هناك
خداعاً قوامه كلمات براقة، وشعارات تقول بتنوير الشعوب وتمدينها وتدعو إلى الحرية أو
الإخاء أو المساواة أو ما شابه ذلك، ثم لا تلبث الأحداث أو تثبت تعصب الغرب
وتناقضه، وائتماره بهذه الأمة وفرض سلطانه بالحديد والنار، هناك تتحول الأفكار عنه
ويكفر به من كان قد خدع يوماً.
ولسنا في هذا الرأي نذهب إلى الغض من شأن الفكر الغربي
أو نصرف وجوهنا عنه بل على العكس من ذلك، نحن لا نراه فكراً غريباً وإنما نراه
فكراً إنسانياً في الأساس وأن انحرف في بعض مفاهيمه ونحن لا نقفل أبوابنا أمام
الثقافات العالمية شرقية وغربية فقد شاركنا فيها، وكان لنا دورنا الكبير في بناء
هذه الحضارة، دورنا غير المنكور عند المنصفين من كتاب الغرب ومفكريه.
ولكننا قبل أن نفتح الأبواب لكل الثقافات لابد أن نكون من
متانة الاستعداد النفسي والذهني والروحي بحيث لا تبتلعنا ثقافات الأمم ولا تحولنا
وجهة غير طريقنا، ولا تفسد معالم شخصيتنا الأساسية الواضحة.
فلقد نقلت أوربا ثقافتنا الإسلامية وأقامت عليها أسس
حاضرتها ومع ذلك لم يتحجول وجهها عربياً أو إسلامياً أو شرقياً.
كذلك نحن، أمة مقوماتها وكيانها ووجهها ذو الملامح
الواضحة، فلابد أن يبقى هذا "الأساس" ثم لنأخذ ما نشاء من حضارات الأمم
وثقافاتها، وما يزيد شخصيتنا قوة وحياة ويدفعنا إلى الأمما في ركب الحضارة.
ولعل "حركة التغريب" لم تكن قاسية إلا بالنسبة
لهذا الأمر فقد كانت صيحتها على لسان دعاتها وأتباعهم من كتابنا، إن الحضارة
الغربية كل لا يتجزأ وأنه لابد من أخذها جميعها أو تركها جميعاً وهذا رأي مدخول
فيه من الخطأ والاستهانة بالفكر نفسه ما فيه. فما من أمة تستطيع أن تأخذ كل ما عند
الأمة الأخرى، ولقد عاشت الأمم تتقارض الحضارات وتقتبس الثقافات دون أن تتحول عن
طوابعها الأساسية.
ولقد كان الاستعمار والنفوذ الأجنبي يعرفان أن السيطرة
الكاملة على هذه الأمة أمر مستحيل فإن لها من مقومات شخصيتها القويةل الصامدة
العنيدة، ومن أسس فكرها العربي الإسلامي القرآني ما يحول دونها ودون الاستسلام أو
الركوع أو الخضوع لأي قوة خارجية أجنبية، فكان لابد من الحملة على هذه المقومات
للقضاء عليها وتحويل وجه الأمة إلى قيم أخرى تدمر كيانها وتفرض عليها التسليم
للقوى الخارجية في أن تسود وتمتد وتتوسع، وبذلك يبقى الاستعمار حياً في صورة أخرى
من صور النفوذ الفكري.
إذن فالتغريب هو محاولة "تغيير المفاهيم" في
العالم العربي والإسلامي والفصل بين هذه الأمة وبين ماضيها وقيمها، والعمل على
تحطيم هذه القيم بالتشكيك فيها وإثارة الشبهات حول الدين واللغة والتاريخ ومعالم
الفكر ومفاهيم الآراء والمعتقدات جميعاً.
ولقد صور لورد كرومر منهج هذا العمل الذي اصطنعته فرنسا
وإنجلترا وهلوندى في العالم الإسلامي حين قال: "إن ىالشبان الذين يتلقون
علومهم في إنجلترا وأوربا يفقدون صلتهم الثقافية والروحية بوطنهم، ولا يستطيعون
الانتماء في نفس الوقت إلى البلد الذي منحهم ثقافته فيتأرجحون في الوسط
ممزقين".
وكان هذا بالطبع هو الهدف من الإرساليات المختلفة التي
غزت بلادنا في صورة مدارس وجامعات وفي البعثات الموجهة إلى أوربا وإلى عواصم الدول
المختلفة بالذات.
وفي هذا، قال جبران إن الشباب الذي تناول لقمة من العلم
في مدرسة أمريكية قد تحول بالطبع إلى معتمد أمريكي، والشاب الذي تجرع رشفة من
العلم يسوعية صار سفيراً لفرنسا والشاب الذي لبس قميصاً من نسج مدرسة روسية أصبح
ممثلاً لروسيا وكان هذا هو الحق إلى حد كبير، فقد غزا الغرب الشرق، بجحافل من
العلماء والمبشرين والمستشرقين والأثريين والصحفيين وشيدت مؤسسات ضخمة في مختلف
عواصم العالم الإسلامي لفتح أبوابها لثقافة بلادها. وبدأ هذا النفوذ الفكري يعمل
ويسيطر في مجالات المدرسة والجامعة والصحافة، والثقافة والتربية والطب والسينما
والإذاعة.
وهكذا كان "التغريب" عملاً خطيراً دقيقاً
قوامه الحرب المنظمة للقيم التي عاشت عليها أمتنا، في أسلوب مغلف بالضباب، يحاول
أن يثير غمامة كثيفة من التشكيك والتحقير والاستهانة بكل ما لدينا من قيم باسم "القديم"
البالي الموروث، ولم تمض سنوات قليلة حتى كان أبرز المسيطرين على
"الصحافة" في العالم العربي والإسلامي من هؤلاء المتنكرين لقيمنا
الذاهبين مع التغريب فقد كانت الصحف التي تعمل للمبادئ تسقط واحدة بعد أخرى، بينما
ظلت الصحف التي تخدم التغريب تقوى وتتوسع. وفي مجال "الترجمة" كان الهدف
هو إذاعة القصة المكشوفة والآراء المسومة، وفي الأدب بث فكر جديد قوامه القصص وفي
مجال المدرسة كانت تقدم الكتب التي تنتقص من قدرنا وتصم تاريخنا بالضعف وماضينا
بالذلة وسيطر على الجو الفكري كله تيار جديد هدام قوامه الاستهانة بكل القيم وفي
مقدمتها الدين والمعنويات، كما فرضت الحضارة على بلادنا أسوأ ثمراتها، لم ترسل لنا
إلا تجارة الرقيق الأبيض والكحول ومواد الزينة واللهو بغية تحطيم كيان المجتمع، وبدت
في جو مجتمعنا ريح تدعو إلى الرخاوة والمتعة واللذة والتخلص من كل القيود.
ولم تكن هذه الدعوة تهدف إلا إلى تدمير القيم الأساسية
لهذه الأمة، قيم المقاومة والصلابة والتصميم وتحويل نظر الأمة عن الجهاد والتضحية
والفداء في سبيل الحرية.
كان هدف التغريب واضحاً هو محاولة قتل شخصيتنا، ومحو
مقوماتها وتدمير فكرها، وتسميم ينابيع الثقافة فيها.
وفي هذا المجال برزت الدعوة إلى التحرر من طابع العروبة
وطابع الدين وجرت الشعارات الجديدة في الارتباط بحضارات البحر الأبيض وبأن مصر جزء
من أوربا، وبرزت دعوات الفرعونية في مصر والفينيقية في الشام والأشورية في العراق،
وبرزت النعرات القديمة باسم مسيحي ومسلم، وعربي وبربري، وعربي وكردي، وكان
الاستعمار هو الذي يحمل لواء هذه الدعوات ويثيرها ويقلب جمرها، ويخرجها من كهوف
الماضي ليمنحها الحياة ويجمع حولها بعض أعوانه عن طريق الفكر والكتابة بغية تقسيم
الأمة.
ولم يمض وقت طويل حتى اعترف كتاب الغرب بحركة التغريب
وجاءوا يبحثون مدى ما وصلت إليه وما حققته من هدف. وقال جب في كتاب "وجهة
الإسلام" إن حركة التغريب كانت بعيدة المدى بإنزال الإسلام عن عرشه في الحياة
الاجتماعية.
وقد عملت "حركة التغريب" في جملة ميادية، بدأ
العمل فيها غربيون نزلوا إلى المعركة قمة، ثم أسلموا مقاليد الأمور من بعد إلى
كتاب من العرب والمسلمين، حتى يبعثوا الثقة في نفوس المواطنين إلى الصوت الأليف
الذي يجد الصدى، وفي كل ميدان من ميادين العمل كان النفوذ الأجنبي يجد من يعاونه
من أبناء الأوطان، وإذا كان هجومه على الدين قاسياً، فإن من المؤسف أن نجد كثيراً
ممن حمل لواء هذا الهجوم من الذين ثقفوا أول الأمر ثقافة إسلامية وكانت اللغة والدين
في الأغلب هما الميدانان الكبيران للعمل البعيد المدى، وإن كان التغريب لم يترك
ميداناً دون أن يوغل فيه ويسممه ويبعث فيه الشك.
وكانت كلمة "حرية الفكر" والتقدمية، ومقاومة
الرجعية، والتطور من الكلمات البراقة التي لعبت دوراً كبيراً في خداع الجماهير.
واستطاع التغريب أن يجد المنافذ المرنة الماكرة إلى ما
يريد دون أن يصطدم بالعقائد أو يواجه المواقف الحرجة.
وإن كان المبشرون قد هاجموا المقومات صراحة، وقاموا بعملهم
في عنف أول الأمر، فإنهم لم يلبثوا أن تحولوا عن هذه الخطة، واختفوا من المسرح،
واستبطنوا أهدافهم، وحولوها إلى صورة أخرى أكثر دقة ومكراً. فبرزت أحاديث صورية
فيها تمجيد للدين وللغة ولمقومات الأمة فإذا تخدرت أفكار القراء، ووثقوا بالكاتب وكتاباته،
بدأت عملية التشكيك الخفي، المدخول الدقيق، بل إن بعض الكتاب الذين عملوا مع
التغريب وهاجموا المقومات الأساسية في أول الأمر ولم يلبثوا بعد قليل أن تحولوا
مظهرياً، وخاضوا الحديث في أقدس مقدسات الأمة، عاملين على كسب الثقة الشعبية
العامة في هذا المجال، حتى يتأتى لهم من بعد أن يحققوا في الخفاء ما يهدف إليه
دعاة التغريب، لقد اختفت المعركة من على المسرح ودخلت إلى الكواليس، وأصبح مجال
العمل، هو مناهج التعليم نفسها، أو مقالات الصحف أو فرض المذاهب الفكرية الغربية،
وتأكيدها والاختفاء وراءها. وخاصة ما يتصل منها بمقاومة القيم العربية الإسلامية، كالمذاهب
المادية والنظريات الفلسفية والنفسية التي تدمر قيم الإنسان وتعريه وتكشفه على نحو
يقلل من كرامته، وفي هذا المجال ظهرت عشرات من النظريات والمذاهب والفلسفات
المضطربة الذاهبة إلى كل مجال، وكان من شأن إذاعة هذه المذاهب والنظريات إحداث
بلبلة فكرية من شأنها أن تقضي على الإيمان بالقمومات الأصلية. وتدفع الفكر العربي
الإسلامي في متاهات وتخبطات.
بل إن الخطط التي قدرها الغربيون إزاء موقف المسيحية
والكنيسة حين حاولت أن تقف أمام النهضة والحضارة، فقد حاولوا نقلها إلينا مع
الفارق البعيد بين موقف الإسلام من الحضارات والنهضات وموقف المسيحية، فلقد كان
الإسلام قادراً دائماً على مواجهة كل تطور، وفيه من السماحة والتفتح والاستجابة ما
جعله صالحاً لكل زمان ومكان، فكان هذا الاتجاه في نقل موقف الغرب من جمود الكنيسة
ليس إلا لوناً من هذه البلبلة الفكرية التي هي قوام دعوة التغريب.
ولم تكن حملات التغريب على القيم والمقومات والتاريخ
واللغة والدين في الشرق قائمة على أساس علمي على نحو ما يذهب إليه أسلوب البحث
العلمي، وإنما كانت حملات يغلب عليها الهوى والتعصب وتسيطر عليها ريح الحقد
والاستعلاء وخلق الفوارق البعيدة بين الجنس الأبيض وغيره من الأجناس مع سيطرة فكرة
التفرقة بين أصحاب الحضارة وبين الشعوب التي كان لها دور من قبل في رحمل الحضارة،
حين كانت أوربا تعيش في الوحل والظلام، فإذا أضيف إلى هذا ذلك الإصرار العجيب على
إنكار فضل العرب والمسلمين على الحضارة على نحو فيه مغالطة وإنكار لوقائع التاريخ
نفسه تبين إلى أي مدى يذهب دعاة التغريب، فآسيا هي المتبربرة، وأوربا هي المتحضرة
وليس أكذب ولا أبعد عن الحقيقة ما يحاول الغربيون أن يقولوه في هذا المجال من أن
التاريخ والحضارة قد بدأت من أثينا ومرت على روما.. ثم اختفت ألف سنة لتظهر من
جديد في حركة النهضة، أما ما قبل النهضة فلا شيء، وفي هذا الرأي ما فيه من الخطأ
ومجافاة الحقيقة والواقع.
فإن قبل أثينا كانت حضارات النيل والفرات، وقبل النهضة
كان المسلمون والعرب في دورهم الضخم البعيد المدى حين حملوا لواء الحضارة والفكر، وترجموا
آثار اليونان وزادوا فيها وأضافوا إليها وحققوا الأسس الكبرى التي قامت عليها
الحضارة فيما بعد.
والحق أن حركة تغريب الشرق قامت على المغالطة والتضليل، ومحاولة
مسخ القيم والقوميات العربية والإسلامية وإدخال قيم ومقومات جديدة تهدم شخصيتنا
وتصيرنا مسخاً لا هو من الشرق ولا هو من الغرب ثم هي بعد ذلك تنكر دورنا وتحاول أن
تغض من شأن لغتنا وتاريخنا وتراثنا على نحو لا يصمد أمام البحث العلمي الصحيح، وهو
ما تكشف بتوسع في مختلف مجالاته وجوانبه.
استهدف التغريب والغزو الثقافي للإسلام والعالم الإسلامي
والأمة العربية هدفاً واضحاً مقصوداً لذاته هو الاستسلام للسيطرة الاستعمارية عن
طريق تحلل القيم وتحرريف المفاهيم وإفساد الجذور والأسس التي تقوم عليها الذاتية
العربية الإسلامية. وبذلك ينصهر المسلمون والعرب في الغرب وحضارته وثقافته انصهار
الذليل التابع، الذي يعجب بها ويوليها وتابعها ويتطلع إلى مصادقتها والتبعية لها
تبعية كاملة.
ولاشك أن تحقيق هذا الهدف هو أمر بعيد المنال، بالنسبة
لأصالة الإسلام وفكره ومقوماته وجذوره العميقة الضاربة في التربة العربية
الإسلامية خلال خمسة عشر قرناً كاملة ومع ذلك فقد عمد الاستعمار إلى تنفيذ مخطط
ضخم في سبيل التغريب والغزو الثقافي، قام أساساً على موسيات ضخمة تحمل لواء العمل
في مجال التبشير والتعليم والصحافة والاستشراق وكلها تناسق بين خططها وأهدافها
لتحقيق غاية واحدة، هذه الغاية هي السيطرة الكاملة على العالم الإسلامي التي عجزت
عنها الحروب الصليبية والحيلولة بين الإسلام وأهله وبين القوة والسيطرة والقدرة
على الحياة والحركة تخوفاً من خطر مفزع متوهم يتمثل في انقضاض الإسلام على الحضارة
الغربية وإسقاطها.
وقد سار الغزو الثقافي متقدماً حملة الغزو العسكري
والسياسي ومرافقاً لحملات الغزو التجاري والاقتصادي، عامداً إلى مهاجمة الإسلام
واللغة العربية والقرآن والرسول والتاريخ الإسلامي والقيم الأساسية في مجال
السياسة والاقتصاد والاجتماع والتربية.
كما حرص الاتعمار من ناحية أخرى أن ينقل إلى العالم الإسلامي
والأمة العربية الجوانب المضطربة من حضارته وفكره، وأغرق الفكر العربي الإسلامي
بعشرات مكن حضارته وفكره، وأغرق الفكر العربي الإسلامي بعشرات من التحديات من خلال
الفلسفات المتضاربة الإلحادية والإباحية وإذاعتها.
واتصل ذلك بالنظريات ذات المظهر العلمي البراق التي
أوجدها الاستعمار ليحاول إقناع الشعوب الملونة بأنهم أقل من الشعوب البيضاء قدرة
عقلية، وإن الرجل الأبيض هو الإنسان الذي خصته العناية الإلهية بتحضير الشعوب
المتخلفة، وهي نظريات تبين من بعد أنها قد سقطت في بلادها، ولم تجد من يقبلها أو
يعتنقها ولكنها نقلت إلى بلادنا لإثارة البلبة والاضطراب ضمن مخطط التغريب المتعدد
الأضلاع.
والواقع أن هذه الفلسفات والمذاهب الغربية التي قذف بها
الفكر الإسلامي لم تكن قائمة في الغرب على هذا النحو من التعدد في وقت واحد، وإنما
جرت خلال فترة طويلة تمتد إلى أكثر من أربعمائة عام منذ عصر النهضة إلى اليوم ولكن
التغريب أراد أن يدفع بها مرة واحدة إلى الشرق رغبة في إثارة الاضطرابات والشكوك
وزلزلة العقائد ومع ذلك فقد استطاع الفكر الإسلامي وهو في مطالع اليقظة أن يواجه
هذا الإعصار في قوة وأن يدحضه ويرده وكاد أن يقضي عليه لولا بقاء النفوذ الأجنبي المؤيد
لحركة التغريب المسيطر عن طريق أعوانه وقد تمثلت هذه الحملات في تيارات متعددة
أهمها:
1- إشاعة قضية الأجناس السامية والآرية التي تستهدف
الانتقاص من شأن العرب.
2- مهاجمة لالدين بعامة والإسلام بخاصة واتهامه بأنه سبب
التخلف.
3- انتقاد العرب والمصريين واتهامهم بأنهم ظلوا مستبعدين لليونان
والرومان.
4- إنكار فضل العرب على الحضارة الحديثة.
5- الحملة على العقائد والقيم.
6- الدعوة إلى التجزئة والإقليمية وإحياء الدعوات القديمة
الفينيقية الفرعونية.
7- الدعوة إلى ما يسمى ثقافة البحر الأبيض.
8- إذاعة الفرقة والخصومة بين الأديان والأجناس: البربر
والعرب، الدروز والموارنة، المسلمون والمسيحيون، السنة والشيعية.
وقد اصطنع
التغريب في سبيل تحقيق أهدافه مؤسسات عدة أهمها "التبشير" وهي مؤسسة ضخمة
عمل بها عدد كبير من المسلمين في بلاد الشرق، بإنشاء المدارس والمستشفيات والمعاهد
التي اجتذبت أبناء البلاد وفق منهج مرسوم لإخراجهم من الإسلام، وكانت مؤسسة
الاستشراق هي المصنع الذي يمد حركة التبشير بالمادة الخام التي تذيعها عن طريق
الكتب والصحافة ومعاهد التعليم.
وقد عمد
التبشير إلى استغلال الطلاب والمرضى، وتحويل عقائدهم والتأثير في مفاهيمهم وتحطيم
معنوياتهم وتنشئة أجيال ممسوخة مبلبلة العقائد، مضطربة الثقافة، منكرة لقيمها
وتراثها ولغتها وتاريخها ويمكن القول بأن المستشرقين هم طلائع المبشرين فقد غلب على
معظمهم الهوى والتعصب، فلم يطبقوا المذهب العلمي الذي نادوا به في أبحاثهم، وكان
جلة المستشرقين على اتصال دائم بوزارات المستعمرات.
وقد استهدف
الاستشراق خدمة الاستعمار عن طريق العلم، وأسس جميع النظريات الاستعمارية التي
قامت على التهوين من شأن الشرق والعرب والإسلام، وكلها نظريات انخدع بها باحثون أو
خدعونا بها ورددوها في مؤلفاتهم، ولعل أهم ما ركز عليه الاستشراق والتبشير هو
"الإسلام والنبي محمد"، فلقد أضافوا إلى مفاهيم الإسلام وتاريخ الرسول كثيراً
من الافتراءات والإدعاءات الباطلة، وكان مرجليوث، وفنسنك، ولويس شيخو، وهنري
لامانس من أشد المستشرقين تعصباً ضد الإسلام ورسوله.
وقد كشف
الباحثون المنصفون أخطاء المستشرقين وسوء نواياهم، من أمثال: حسين الهراوي، وعمر
فروخ، وشكيب أرسلان، ومحب الدين الخطيب، ورشيد رضا، وقد استهدف مخطط التبشير
أهدافاً أساسية واضحة.
أولاً: تشويه
الثقافة الإسلامية والتراث العربي والإسلامي.
ثانياً: إفساد
الخصائص المعنوية في البلاد العربية والإسلامية.
ثالثاً: خلق
تخاذل روحي وشعوري بالنقص.
رابعاً: توسيع
شقة الخلاف بين الطوائف والمذاهب وإثارة النزاع بين الأديان.
خامساً: إخضاع
العالم الإسلامي والأمة العربية للاستعمار الغربي.
سادساً: إعداد
شخصيات عربية تستسلم ولا تقاوم النفوذ الأجنبي.
وقد استطاع
التبشير عن طريق التعليم تزييف التاريخ الوطني الإسلامي والعربي والطعن على العرب
والإسلام.
ودفع المبشرون
أعوانهم وتلاميذهم الذين خرجتهم معاهد الإرساليات إلى الصدارة في مجال الكتابة والصحافة
وإثارة الشكوك والاتهامات وإذاعة الإلحاد والإباحة، ورمى اللغة العربية والإسلام
بكل نقيصة.
وكان أبرز ما
ركز عليه التبشير هو محاولة إخضاع الإسلام لمذاهب الفكر الغربي، وذلك بانتقاص
حقيقة الإسلام التي تقوم على أنه عقيدة ونظام اجتماعي في آن واحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق