الخميس، 6 نوفمبر 2025

كارتيل فورت براغ: تهريب المخدرات والقتل في القوات الخاصة

 

تعريف بكتاب: «كارتيل فورت براغ: تهريب المخدرات والقتل في القوات الخاصة»

المؤلف سِث هارْب

The Fort Bragg Cartel: Drug Trafficking and Murder in the Special Forces

Author: Seth Harp

صدر الكتاب عن شركة "فايكنج" للنشر في 12 أغسطس، 2025 في 356 صفحة.



نظرة عامة

صدر الكتاب في أغسطس 2025، وهو عملٌ استقصائي غير روائي يتناول شبكةً مزعومة من تهريب المخدرات والقتل والفساد داخل صفوف قوات العمليات الخاصة الأمريكية المتمركزة في قاعدة فورت براغ بولاية كارولاينا الشمالية، وفي البيئة الأوسع لما يسميه الكاتب “اقتصاد الحرب الدائمة”.

يستند سيث هارْب، وهو ضابط سابق في قوات الاحتياط وصحفي استقصائي، إلى وثائق منزوعة السرّية، ومحاضر محاكمات، ومقابلات، وسجلات شرطية وعسكرية، ليرسم صورةً مركّبة لتشابك الجريمة مع المؤسسة العسكرية، ولانهيار منظومة الرقابة داخل بعض أقوى الوحدات العسكرية الأمريكية.

الخطوط السردية الأساسية

  1. حادثة الافتتاح: في ديسمبر 2020، عُثر على جثتين في منطقة نائية من أراضي تدريب قاعدة فورت براغ. كانت الجثتان تعودان إلى عنصرٍ من قوة دلتا الخاصة (بيلي لافين) وضابط تموين في القوات الخاصة (تيموثي دوماس). يتخذ هارب من جريمة القتل المزدوجة هذه مدخلاً لقصته.

  2. تهريب المخدرات وتداخل المصالح: يرى الكتاب أن الحادثة ليست معزولة، بل هي جزء من شبكةٍ تضم عسكريين وعناصر شرطة سابقين وتجار مخدرات دوليين، من بينهم أعضاء في كارتيل لوس زيتاس المكسيكي. يشرح المؤلف كيف استخدم دوماس موقعه في الإمداد العسكري لتمرير أسلحة ومخدرات، وكيف كان لافين يتاجر بالكوكايين داخل القاعدة نفسها.

  3. ثقافة المؤسسة العسكرية وفشل الرقابة: يفصّل هارب في ظاهرة ارتفاع عدد الوفيات والجرائم والانتحارات داخل القاعدة، مشيرًا إلى أن كثيرًا منها يُغلق أو يُدفن بسرعة دون تحقيقات جادة. ويُرجع السبب إلى مزيجٍ من التدريب العنيف، والسلطة المفرطة، والحرية العملياتية، والاضطرابات النفسية الناتجة عن الحروب.

  4. صلة الحروب الخارجية: يربط الكتاب بين الحروب الأمريكية في الخارج — خاصة في أفغانستان — وبين تصاعد تجارة المخدرات عالميًا، مبرزًا كيف أسهمت الحرب في تحويل البلاد إلى أكبر منتج للهيروين، وكيف ارتدت آثار ذلك إلى الداخل الأمريكي.

  5. التعتيم والأسئلة المفتوحة: يؤكد هارب أن كثيرًا من حوادث القتل والوفاة لا تزال غامضة، وأن المحاسبة نادرة رغم كثرة المؤشرات، كاشفًا كيف استطاع بعض أفراد النخبة العسكرية استغلال مكانتهم للإفلات من العقاب.

الموضوعات الرئيسة

  • الإفلات من العقاب: يرى المؤلف أن الوحدات الخاصة تعمل ضمن نظامٍ موازٍ لا يخضع لرقابة حقيقية، وأن المشكلة مؤسسية وليست مجرد “تصرفات فردية”.

  • الصدمة النفسية والحياة بعد المعركة: يربط بين التدريب الخاص المتكرر والانتشار الطويل وبين بيئةٍ نفسية خطرة تجعل من الجريمة خيارًا محتملًا.

  • حلقة المخدرات الإمبريالية: يبيّن كيف أدّت التدخلات الأمريكية إلى تغذية اقتصاد المخدرات في الخارج، ثم عودة تأثيره إلى الداخل.

  • الانحلال المؤسسي: الكتاب ليس عن “جندي مارق”، بل عن تَكوُّن بيئة كاملة تتلاقى فيها السرّية والقوة المفرطة واللامسؤولية لتخلق منظومةً سامة.

التقييم النقدي والأهمية

وُصف الكتاب بأنه “صادم ومثير”، و“تحقيق مذهل لا يُترك من اليد”. ويشير النقّاد إلى أن هارب لا يملك دائمًا أدلةً قاطعة في كل قضية، لكن تراكُم الروايات يُظهر بوضوح فشلًا هيكليًا عميقًا.

وفي ظل ازدياد الجدل حول قوات العمليات الخاصة وارتفاع معدلات الانتحار والوفيات في الجيش الأمريكي، يُعدّ هذا الكتاب مساهمةً مهمة في أدبيات الشؤون العسكرية والصحافة الاستقصائية.

القيود والنقاط الجدلية

  • يعترف الكاتب بأنه لا يستطيع إثبات جميع الروابط المزعومة بين القضايا، إذ تبقى بعض الملفات مفتوحة.

  • يرى بعض النقّاد أن بعض أجزاء الكتاب تميل إلى الافتراض أكثر من الإثبات القطعي.

  • وبسبب طبيعة السرّية في وحدات النخبة (كقوة دلتا وقيادة العمليات الخاصة المشتركة)، يعتمد المؤلف أحيانًا على شهادات ومصادر جزئية أكثر من الوثائق الرسمية.

أهمية الكتاب

  • يضع الكتاب الوحدات العسكرية النخبوية ضمن سياقٍ اجتماعي-سياسي أوسع من الجريمة والحرب والعسكرة.

  • يقدّم سردًا غنيًا لكيفية انعكاس الحروب الخارجية على الداخل الأمريكي.

  • يكشف عن تقاطعٍ خطير بين تجارة المخدرات والثقافة العسكرية والسياسة والرقابة المؤسسية.

  • كما يُعتبر مثالًا على الصحافة التي تربط بين الميدان الحربي والمجتمع المدني، مظهرةً كيف يمكن لثقافة الحرب أن تمتد إلى داخل القواعد العسكرية نفسها.

____________________

ملخص عن محتويات الكتاب

«كارتيل فورت براغ»: حين يتحوّل الجندي إلى تاجر موت

في هذا الكتاب الصادم، يفتح الصحفي والكاتب الأمريكي سِث هارب ملفًّا من أكثر الملفات حساسية في التاريخ العسكري المعاصر للولايات المتحدة: ملفّ الفساد والجريمة داخل الوحدات الخاصة التي يُفترض أنها تمثل النخبة الأخلاقية والمهنية للمؤسسة العسكرية.
من خلال تحقيق ميداني واسع، يعتمد على الوثائق الرسمية والمقابلات والملاحظات الشخصية، يرسم هارب لوحة مظلمة لعالمٍ خفيّ يتقاطع فيه العنف بالحرب، والواجب الوطني بالتجارة المحرّمة، والمجد العسكري بالانحلال الأخلاقي.

جثتان في أرض القتلة

يبدأ السرد من ليلة باردة في ديسمبر 2020 حين اكتشف أحد عناصر الأمن جثتين مهملتين في منطقة التدريب التابعة لقاعدة فورت براغ. سرعان ما تبيّن أنّ القتيلين ليسا مجرّد جنديين عاديين، بل من قوات النخبة: أحدهما عنصر في “دلتا فورس” والآخر مسؤول تموين في القوات الخاصة.
تُغلق القضية بسرعة غامضة، وتختفي الأدلة كما اختفى الشهود، لكن بالنسبة لهارْب كانت هذه الحادثة الشرارة التي كشفت عن شبكةٍ أوسع من الدم والمخدرات داخل القاعدة العسكرية الأشهر في أميركا.

 فورت براغ – عاصمة الحروب الخفية

يصف هارب القاعدة بأنها “عاصمة الإمبراطورية العسكرية الأمريكية”، حيث تتجمّع نخبة العمليات الخاصة من مختلف الفروع. هناك، يُدرّب الجنود على أكثالمهام دقّة وسرّية، لكنهم يعيشون أيضًا في عالمٍ مغلق يملك قوانينه الخاصة، وحيث تُدار العلاقات بالهيمنة والخوف لا بالمحاسبة.
يستعرض المؤلف ثقافة “الاستثنائية العسكرية”، تلك التي تجعل من بعض الجنود يعتقدون أنهم فوق القانون، وأن ما يُبرَّر في ساحات الحرب يمكن تكراره في الحياة اليومية.

 تجارة الظل

يبدأ التحقيق الفعلي هنا. يتتبع هارب خطوط المخدرات والسلاح الممتدة من المكسيك وأفغانستان إلى داخل القاعدة. يبيّن كيف تحوّلت خطوط الإمداد العسكرية، المخصّصة لنقل المؤن والعتاد، إلى قنواتٍ مثالية لتمرير المخدرات.
في شهاداتٍ مثيرة، يروي جنود سابقون كيف وجد بعض زملائهم أنفسهم مدمنين أو متورطين في توزيع الكوكايين والهيروين، أحيانًا بعلمٍ ضمني من قادتهم الذين فضّلوا السكوت على الفضيحة.

الدم والكوكاين

يعود السرد إلى شخصيتَي بيلي لافين وتيموثي دوماس، اللذين يُعتقد أنهما كانا شريكين في شبكة صغيرة لتجارة الكوكايين داخل القاعدة. بعد تصاعد الخلاف بينهما حول الأموال والمصادر، انتهى الأمر بجريمة قتل مزدوجة.
لكن الجريمة – كما يكشف هارب – ليست استثناءً، بل جزء من سلسلة طويلة من الوفيات المشبوهة والانتحارات التي تمّ تسجيلها على مدار سنوات، في ظاهرةٍ وصفها أحد المحققين بأنها “نزيفٌ داخليّ في قلب الجيش الأمريكي”.

الحروب التي لا تنتهي

ينتقل الكتاب إلى الساحة الأوسع: الحروب الأمريكية في أفغانستان والعراق. هناك، على خطوط الإمداد وعلى مقربة من مزارع الأفيون، تشكّل نظامٌ اقتصادي موازٍ يقوم على الصفقات السرية وتبادل الخدمات بين الجنود المحليين والأمريكيين.
يرى هارب أنّ الحرب لم تخلق فقط تجارًا في الميدان، بل خلقت ثقافةً كاملة تتسامح مع الفساد باعتباره وسيلةً للبقاء، وأنّ هذه الثقافة عادت مع الجنود إلى داخل القواعد الأمريكية، لتتحوّل إلى نمط حياة.

القاعدة التي تقتل أبناءها

هنا، يستخدم المؤلف لغة إحصائية وتحليلية، مبيّنًا أنّ عدد الوفيات داخل فورت براغ يفوق أي قاعدةٍ أمريكية أخرى: انتحارات، جرائم قتل أسرية، وحوادث غامضة.
يؤكد أن معظم القضايا تُغلق بسرعة، وأن القيادة العسكرية غالبًا ما تختار “حماية الصورة” بدلاً من الكشف عن الحقيقة، ما جعل القاعدة تتحوّل من رمزٍ للبطولة إلى رمزٍ للفشل الأخلاقي.

الصمت العسكري

يتناول هارب العلاقة الملتبسة بين الشرطة العسكرية والقيادات العليا، موضحًا كيف تتحوّل هذه العلاقة إلى منظومة صمتٍ متبادل.
فالمسؤولون يخشون الفضيحة، والمحققون يخشون الأوامر، والجنود يخشون الانتقام. وهكذا تصبح الحقيقة رهينة الخوف. يصف الكاتب هذه البنية بأنها “قانون الجدار الحديدي” الذي يحمي المؤسسة من الداخل مهما كانت الجريمة.

شبكة النفوذ بعد الحرب

يتعقّب المؤلف مسار بعض الضباط بعد تسريحهم من الخدمة، وكيف انتقلوا إلى شركات الأمن الخاصة أو الاستشارات العسكرية. يربط بين أرباح هذه الشركات وعوائد غير شرعية من تجارة السلاح والمخدرات التي بدأت خلال سنوات الخدمة.
بهذا، يرسم صورةً لاقتصادٍ عسكريٍّ موازٍ يعيش على الهامش، لكنه يستمد شرعيته من الحرب ذاتها.

الحقيقة المحظورة

يروي هارب كيف حاولت وسائل الإعلام والمجتمع المدني اختراق جدار الصمت، لكنّ وزارة الدفاع مارست ضغوطًا هائلة لمنع التحقيقات أو حجب الوثائق.
يحلّل هنا التحالف غير المعلن بين البنتاغون وبعض وسائل الإعلام في تلميع صورة الجيش، ويشير إلى أن فضيحة فورت براغ ليست سوى قمة جبل الجليد في منظومةٍ أعرض من التعتيم والرقابة الذاتية.

أميركا التي عادت من الحرب

يختتم المؤلف كتابه بتأملٍ عميق في الثمن الذي تدفعه الولايات المتحدة نتيجة حروبها الطويلة. يرى أنّ “العدو الخارجي” لم يعد خارج الحدود، بل أصبح يسكن داخل مؤسساتها.
فالجنود الذين اعتادوا القتل في الميدان، حين يعودون إلى الوطن بلا دعمٍ نفسي أو مساءلةٍ حقيقية، يصبحون قنابل موقوتة. وفي النهاية، كما يقول هارب، «إن الحرب لا تنتهي حين يُسحب الجنود من الجبهة، بل حين تُشفى المجتمعات من آثارها».


الاثنين، 25 أغسطس 2025

الأربعاء، 16 يوليو 2025

سوريا الجديدة وإسرائيل: (1) هل ستكون إسرائيل العدو التالي؟

من كتاب: طوفان الشام: مختصر تاريخ الثورة السورية من 2011 إلى 2024

(1)

هل ستكون إسرائيل العدو التالي؟

مقدمة: ما بعد التحرير... إلى أين؟

مع سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، ونجاح الثورة السورية في استعادة القرار الوطني، لم يعد السؤال الأهم هو: كيف سقط النظام؟ بل إلى أين تتجه سوريا الجديدة؟ وفي هذا الإطار، تبرز إسرائيل كأحد أبرز التحديات التي ستواجه الدولة السورية المحررة، سواء من حيث التهديدات الأمنية أو من زاوية الدور التاريخي لسوريا في الصراع العربي–الصهيوني.

فبعد أكثر من خمسين عامًا من الصمت الاستراتيجي على الجبهة الجنوبية، تفتح الثورة السورية الباب مجددًا أمام احتمال استعادة الدور القومي لسوريا، ليس فقط على مستوى الخطاب، بل على مستوى الفعل والمبادرة. فهل ستكون إسرائيل العدو التالي؟ هذا ما يحاول هذا الباب تحليله.


أولًا: إسرائيل ونظام الأسد – تحالف العداء المصطنع

منذ توقيع اتفاقية فصل القوات عام 1974، بقيت جبهة الجولان هادئة بشكل شبه تام. لم تطلق رصاصة واحدة من طرف النظام السوري على إسرائيل طوال عقود، رغم خطاب "الممانعة" العالي النبرة. في الواقع، كانت إسرائيل تعتبر نظام الأسد–الأب ثم الابن، "عدوًا يمكن التفاهم معه"؛ عدوًا يحسن ضبط الجبهة الجنوبية، ويمنع تسرب الفوضى إلى الداخل الفلسطيني المحتل.

وقد دعمت إسرائيل النظام السوري في عدة محطات، سواء بشكل غير مباشر من خلال تشجيع القوى الدولية على الإبقاء عليه كـ"أهون الشرّين"، أو من خلال التنسيق الأمني عبر أطراف وسيطة. وحين اندلعت الثورة السورية، لم تُخفِ إسرائيل قلقها من احتمال انهيار هذا "التوازن المريح"، وعبّر كبار المسؤولين في تل أبيب عن خشيتهم من صعود قوى إسلامية أو وطنية غير منضبطة.

 

ثانيًا: ماذا تخشى إسرائيل من سوريا الجديدة؟

سوريا ما بعد الأسد ليست سوريا الضعيفة، الممزقة، المهادنة. بل هي سوريا الثورة، التي عرفت الدم والتضحية، وخرجت من رماد المجازر بميلاد جيل جديد من القادة، المقاتلين، والمفكرين. من هنا، فإن الخشية الإسرائيلية الكبرى هي أن تعود سوريا إلى موقعها الطبيعي كقاعدة متقدمة للمقاومة العربية.

أبرز المخاوف الإسرائيلية:

1.    إحياء المطلب القانوني والسياسي بالجولان السوري المحتل، بوسائل دبلوماسية وشعبية وإعلامية وعسكرية.

2.    دعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان، بعد أن تخلصت سوريا من وصاية النظام الإيراني وارتباطاته الطائفية.

3.    انفتاح التنسيق مع الشعوب العربية والإسلامية، بدل الاقتصار على المحور الإيراني–الروسي المنغلق.

4.    تحوّل الجبهة الجنوبية (القنيطرة–درعا–الجولان) إلى منطقة توتر متجدد، مما يُربك الأمن الإسرائيلي في الشمال.

في كل هذه السيناريوهات، إسرائيل لا تواجه دولة تبحث عن مغامرة، بل عن استعادة حقها، وهذا ما يجعل التهديد الجديد أكثر "شرعية" وأصعب في المكافحة، حسب تعبير أحد التقارير الأمنية الصادرة عن "معهد الأمن القومي الإسرائيلي" عام 2025.

ثالثًا: الثورة السورية أنتجت جيلًا جديدًا لا يشبه أحدًا

من أكبر نتائج الثورة السورية أنها أعادت إنتاج "الفاعل السوري" المستقل، بعد عقود من القمع والإذلال الأمني. الجيل الذي خاض الثورة منذ 2011 وحتى 2024، هو جيلٌ:

1.    لا يعرف الخوف من الأنظمة أو من القوى الكبرى.

2.    تمرّس في العمل العسكري والسياسي والإعلامي.

3.    أقام هياكل مدنية في مناطق محررة رغم القصف والتجويع.

4.    خاض معارك ضد النظام، وروسيا، وإيران، وتنظيم داعش في وقت واحد.

5.    اكتسب شرعية شعبية حقيقية داخل سوريا وخارجها.

هذا الجيل يمتلك القدرة على بناء دولة، لكنه في الوقت نفسه، لن يقبل بإبقاء الجولان تحت الاحتلال، ولن يتساهل مع كيانٍ استغل ضعف سوريا لسنوات طويلة. بل يرى في المواجهة مع إسرائيل – السياسية والميدانية – استعادة للكرامة الوطنية، وليست مجرد مغامرة أيديولوجية.

العدو المقبل؟ أم بوابة التحرر؟

ليس بالضرورة أن تنجرّ سوريا الجديدة إلى حرب مباشرة مع إسرائيل، فالشعب السوري أنهكته الحرب ولا يريد تكرار المآسي. ولكن، من المؤكد أن معادلة الردع التي أرستها إسرائيل منذ 1974 قد انتهت. كما أن الدولة السورية المقبلة ستضع في أولوياتها إعادة الجولان، واستعادة دورها في دعم القضية الفلسطينية.

قد تكون المعركة القادمة مع إسرائيل معركة من نوع جديد: معركة وعي، إعلام، حصار اقتصادي، دعم للمقاومة، تحالفات إقليمية، وبناء دولة قوية ومستقلة، تستعيد حقها بالميدان لا بالشعارات.


المراجع والمصادر

1.    معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي  – INSS، تقرير: "تحولات ما بعد الأسد: التهديد القادم من سوريا؟"، يناير 2025.

2.    "الأسد حليف غير معلن" – تحليل في مجلة Foreign Policy، مايو 2017.

3.    تصريحات إيهود باراك (وزير الدفاع الأسبق) – صحيفة "هآرتس"، مارس 2013.

4.    مقابلة بنيامين نتنياهو مع CNN، يونيو 2016، حيث قال: "الأسد ليس صديقنا، لكنه أفضل من فوضى إسلامية على حدودنا".

5.    تقارير ميدل إيست آي والجزيرة نت حول التنسيق الإسرائيلي–الروسي لحماية الأسد، 2016–2018.

6.    دراسة مركز جسور للدراسات: "الثورة السورية والموقف من إسرائيل: تغير في الموقف الشعبي والرسمي".

7.      The Syria File – مجموعة أوراق بحثية صادرة عن معهد كارنيغي، 2024.