الاثنين، 28 مارس 2016

هل فاز بوتين في سوريا؟ أم حاول أن يخفف خسائره؟

نقاش بين الباحثيْن سيرغي ألكساشنكو وبافل ك. باييف حول الانسحاب الروسي المفاجئ من سوريا

هل فاز بوتين في سوريا؟ أم حاول أن يخفف خسائره؟

(1) سيرغي ألكساشنكو
حسب تعريف بوتين نفسه، فإن روسيا فازت في سوريا
أنا وبافل نتفق أنه في حين جاء انسحاب القوة العسكرية الروسية من سوريا بمثابة مفاجأة بالمعنى المباشر، فإن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للانسحاب من سوريا كان منطقياً نظراً للظروف التي واجهها في سوريا. واختلافنا هو في تقييمنا في فوز بوتين أساساً في لعبته الخاصة في سوريا. أنا أزعم أنه فاز، وأن الغرب يسيء فهم ذلك، الأمر الذي سيجعل من الصعب على الغرب أن يتنبأ بتحركات بوتين المقبلة.
أولاً، عندما نشر بوتين القوات المسلحة الروسية في سورية في أيلول الماضي، كانت هذه أهدافه:
·       إعادة روسيا إلى وضعها كقوة عظمى، والمشاركة على هذا الأساس في الحوارات الدولية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
·       مقاومة الغرب، وخاصة جهوده للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
·       الحفاظ على سوريا كدولة موحدة لا تزال حليفة لروسيا (دولة على استعداد لشراء الأسلحة الروسية، وتوفير الأراضي لإقامة قواعد عسكرية روسية فيها)، وكذلك إنهاء الحرب الأهلية السورية، وإطلاق الحوار السياسي الداخلي.
·       تشكيل شراكة مع إيران، بما في ذلك تعزيز المصالح الاقتصادية لشركات النفط والغاز الروسية ومصنعي الأسلحة.
·       تشكيل ائتلاف واسع بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا وإيران والمملكة العربية السعودية، وتركيا لمكافحة تنظيم الدولة.
وباستثناء النقطة الأخيرة، فإنه يمكن لبوتين وضع علامة على نقاط قائمته. أما فيما يتعلق بالمواجهة مع الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، فإن الكرملين لا ينظر للصراع السوري على أنه مواجهة إقليمية بين القوتين، مثل "الحرب الكورية". بوتين نفسه قد يشعر حقاً أنه فائز، لأن الهدف الرئيسي للغرب، وهو إزالة الأسد لم يتحقق. والأسوأ من ذلك، فإن هذا المطلب قد تمت إزالته من الجدول تماماً.
ثانياً، السياسيون الغربيون وللمرة الثانية أخطأوا حسابات بوتين السياسية. قد تكون لهم آرائهم الخاصة فيما يتعلق بالمغامرة الروسية في سوريا، ولكن هذا لن يساعدهم على فهم أعمال بوتين. فبدلاً من مقارنة سلوك بوتين مع لاعب الشطرنج - والذي يسعى لتحقيق استراتيجية النصر- فإني أعتقد أننا يجب أن ننظر إلى منطق الجودو، والذي يمتلك منه بوتين مستوى رفيعاً. إن التدخل في سوريا، مع نشر وانسحاب سريعين للقوات الروسية، كان حركة مفاجئة وحادة زعزعت معارضي بوتين. يمكننا أن نتناظر فيما إذا فاز بوتين بنقطة كبيرة أو صغيرة، ولكن الحقيقة هي أنه أحرز نقاطاً وعاد فوراً إلى الحالة الأولية من التوتر المتبادل.
لقد أثبت بوتين في سورية وأوكرانيا أنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية -بسرعة وبشكل غير متوقع- إذا لزم الأمر، لحماية المصالح الروسية كما يعرّفها هو. (لذلك، فإنه لا ينبغي لنا أن نندهش إذا أعاد بوتين نشر قوات روسية في سوريا في وقت لاحق- فقد قال إنه سيكون مستعداً للقيام بهذا بعد ساعات من الإعلان عنه). في حالة سوريا، فإن بوتين حدد الأهداف الروسية، وحققها إلى حد كبير، وخرج من هناك قبل أن يقع في المستنقع.
***
(2) بافل ك. باييف
بوتين لم يحقق أهدافه في سوريا، بل قلل من خسائره
أنا أتفق مع سيرغي بأن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ الأسبوع الماضي بانسحابه على الأقل جزئياً من سوريا كان مفاجأة بالمعنى المحدود، ولكنه منطقي بالنسبة لبوتين على نطاق أوسع. وعلى عكس سيرغي، يمكنني أن أقول: بينما استطاع بوتين أن يفر بنجاح من "المستنقع" في سوريا، فهذا ليس لأنه حقق أهدافه، بل ليقلل من خسائره ويخرج من هناك في وقت يستطيع أن يفعل ذلك.
لقد تمكن بوتين للحد من سقوط مغامرة القوة قبل نكسة كبيرة ثانية (حصلت الأولى عند أسقطت طائرة تركية طائرة قاذفة روسية  في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي)، فلذلك كان توقيته إلى حد ما سليماً وغريباً أيضاً. التوقيت كان سليماً لأن وقف إطلاق النار الهش الذي استمر في سوريا أتاح لروسيا فرصة مثالية لإنهاء تدخلها، وكان غريباً لأنه النصر لم يتحقق في ميدان المعركة: فمعظم حلب لا يزال تحت سيطرة الثوار، ناهيك عن أن تنظيم الدولة ما زال يسيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق. نعم، قد عززت حملة القصف الروسية قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على السلطة، ولكن الرحيل المفاجئ يمكن أن يترك القوات السورية مثبطة ويحملها فوق طاقتها، مما يهدد مكاسب التحالف المتنافرة، بما فيها المكاسب التي حققتها قوات حزب الله. وفي الوقت نفسه، وعند نقطة معينة كان من المرجح أن القصف الروسي سيمهد الطريق لهجوم بري حاسم تنفذه قوات المشاة الإيرانية، لكن ذلك لم هذا لم يحدث. والخلافات حول إنتاج النفط أساء للعلاقات الروسية-الإيرانية، مما يجعل التجربة الروسية في إسقاط القوة في سوريا أكثر خطورة.
وحين أن قرار بوتين لاعادة القوات والمعدات إلى روسيا عنى شيئاً، إلا أن بوتين يبدو أنه لم يكن سعيداً من قراره هذا. حتى في الفيديو الرسمي المتلاعب فيه بعناية، كان التوتر واضحاً عليه في الوقت الذي سبق فيه الإعلان عن مفاجأته بالانسحاب. ليس من طبيعة بوتين أن يبطئ من سرعته، فمن المحتمل أنه كان يفكر في مخاطر الانسحاب المسرع. ومن المحتمل أن استمتاع بوتين بتفوقع على أوباما بالحيلة هو الذي دفعه لاختيار العمل الذي قام به، وليس التقييم الحقيقي بأن روسيا حققت أهدافها.
أيضاً، وعلى الرغم من أن بوتين أعلن انسحابه عشية محادثات جنيف- التي كانت من المرجح أن تحسن آفاق المفاوضات، كما نبهت إليه وزارة الخارجية- فإنه من المشكوك فيه ما إذا كان ذلك حقاً نية بوتين. إن نهاية الحرب الأهلية - وإن كانت بعيدة، لكن لا مفر منها- من شأنها أن تشير إلى تراجع النفوذ الروسي لأنه ليس لديه ما يساهم به في بناء السلام.
وعلى الرغم من أن روسيا قد أظهرت شهية عالية للمخاطرة في سوريا - فضلاً عن عدم اهتمامها للأضرار التبعية- إلا أنها أظهرت أن ليس لديها قوة البقاء (في سوريا). ومن الناحية النظرية، روسيا أبقت الباب مفتوحاً أمام خيار عودة طائراتها وقواتها إلى اللاذقية، ولكن هذا الخيار في الحقيقة غير عملي. لقد تم تأمين نجاح الانتشار في سبتمبر بشكل مفاجئ، والذي ذهب الآن، في حين أن المقاتلين هم على استعداد أفضل للدفاع ضد الغارات الجوية (كما برهن على هذا إسقاط طائرة سورية).
وأخيراً، فإن الحقيقة هي أن روسيا لا تملك الموارد اللازمة لإطالة تدخلها. في اجتماعاته الأخيرة مع مستشاريه الاقتصاديين وفي وقت متأخر من الليل، قرر بوتين وكبار مساعديه أن نفقات الدفاع - والتي كانت منذ فترة طويلة شحيحة، سيتم بالفعل خفضها في البداية 5 في المئة فقط، ولكن فيما بعد سيكون الخفض أكبر. إن اتخاذ مثل هذا القرار -مثل قرار الانسحاب من سوريا- معقول، ولكن كلا القرارين يدلان على تراجع استراتيجي لروسيا، وأنهما لم يتخذا من موقع قوة.
***
تعريف بالباحثيْن:
-سيرغي ألكساشنكو (Sergey Aleksashenko) زميل بارز غير مقيم في الاقتصاد العالمي والتنمية. نائب سابق لمدير البنك المركزي الروسي، ومدير سابق لميريل لينش فرع روسيا. يركز ألكساشينكو على عملية الانتقال في رابطة الدول المستقلة -السوفيتية السابقة- وأوروبا الشرقية، والسياسة النقدية والبنية التحتية المالية الدولية.
-بافل ك باييف (Pavel K. Baev) أستاذ باحث في معهد بحوث السلام، أوسلو (PRIO)، وزميل  بارز غير مقيم في مركز الولايات المتحدة وأوروبا في معهد بروكينغز. وقبل انضمامه إلى (PRIO) في عام 1992، كان يعمل في معهد أوروبا في موسكو. تشمل أبحاثه الحالية إصلاح العسكرية الروسية، وإدارة صراع روسيا في القوقاز وآسيا الوسطى، ومصالح الطاقة في الخارجية الروسية، والسياسة الأمنية وعلاقات روسيا مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي.
رابط المقال:

نقله إلى العربية عبد الرحمن كيلاني

الخميس، 24 مارس 2016

الدافع الخفي لانسحاب روسيا الجزئي من سوريا - غاريت كامبل

نقله إلى العربية عبد الرحمن كيلاني
18 آذار ، 2016
 وسط ضجة كبيرة و"مفاجأة"، يبدو أن روسيا وللمرة الثانية تتغلب على قيادة الغرب في مناوراتها في في سوريا. في حين كثر الكلام عما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقوم بتنفيذ استراتيجية سليمة أم هي مجرد تكتيك انتهازي، فإنه من الواضح أنه حقق هدفه الاستراتيجي الأساسي وهو جعل روسيا من الناحية الجيوسياسية ذات أهمية مرة أخرى وإجبار الغرب على أن يقبل - وعلى مضض- أن يأخذ بعين الاعتبار المصالح الروسية. ولكن هناك دوافع خفية لانسحاب بوتين الجزئي من سوريا.
الانسحاب اسميّ فقط
انتظر دقيقة! نعم،  إن الروس يسحبون بعض موظفيهم العسكريين وبعض الأجهزة، ولكنه إلى حد كبير، هو انسحاب اسميّ فقط. لقد عادت بعض الطائرات التكتيكية إلى روسيا، ولكننا لا نستطيع أن نتأكد من المستويات الحالية، ففي نفس الوقت هناك طائرات آخرى تصل مجدداً إلى سوريا. بالإضافة إلى هذا، فنحن لم يكن في الأصل لدينا أرقام دقيقة عن [الطائرات والجنود الروس في سوريا]. وتشير التقديرات إلى أن هناك ما بين ثلاثة إلى ستة آلاف من الجنود الروس في سوريا من قبل، وما نعرفه الآن هو أن الروس قد أبقوا خلفهم ما يكفي من القوات لدعم قواتها لوجستيا في كل من قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس.
والأهم من ذلك، هو نشر روسيا منطقة منع دخول الأسلحة،  و لمنع إقامة ممر إنساني أو منطقة حظر للطيران، كلها ظلت في مكانها. إن القوات الروسية التي تراقب وتسيطر على الطيف الكهرومغناطيسي -وهي ميزة روسية حاسمة في كل من سوريا ودونباس في أوكرانيا- ما زالت باقية في مكانها. ويبدو أن الطائرات المقاتلة الأكثر تقدماً وهي SU-35 و SU-30 ما زالت باقية هناك أيضاً. وأخيراً، فإن مستشاريهم والمدفعية الروسية، وهي عناصر حاسمة على أرض الواقع، لا يزالون هناك يراقبون ساحة المعركة السورية، مستعدون لما سيأتي بعد ذلك. وقد ورد أن خمسة من القوات الروسية قد قتلوا مؤخراً على يد تنظيم الدولة بالقرب من مدينة تدمر.
الرسالة واضحة: إن الفرقة الروسية المتبقية ليست فقط قادرة على تحمل الحرب، بل قادرة على إعادة تشكيل حملتها حسب الأمر الرئاسي. ومن خلال حفاظها على قدرتها في منعها لمنطقة عدم الدخول (anti-access area) ضد الغرب وتركيا، فإن روسيا تؤكد على أنه لن يكون هناك أي جهد لقلب ميزان القوى على أرض المعركة أو تخفيف الكارثة الإنسانية في سوريا والتي تعاونت فيها روسيا وحلفاؤها على إدامتها. إن روسيا ترسل رسالة واضحة إلى تركيا وغيرها - كما حدث بتسليحها الأكراد في الآونة الأخيرة بمضادات الطائرات. إن روسيا ستواصل ضمان أن لا يستطيع أحد أن يقلب النصر الذي نسبته إلى نفسها، أو أن يقوض ادعاء إعادة نفوذها داخل النظام الدولي.
وأخيراً، هناك مجموعة أخرى من الفعاليات الهامة التي بالتأكيد لم تغادرساحات القتال السورية: الآلاف من القوات الإيرانية من الحرس الثوري، ومقاتلي حزب الله، ومجموعة من الميليشيات الشيعية من العراق وباكستان، وعناصر حرضها الروس، لتجازف روسيا وتحارب الأنظمة الغربية والتطرف الإسلامي ، أو كلا على حدى.
في هذه المرحلة، فإنه من المنطقي أن يقوم الروس بإزالة عدد ملموس من الطائرات الحربية. لقد سلم الروس الزخم لنظام الأسد، وإعادة بناء قواته الجوية وقواته المدرعة إلى حد ما، وإعادة تدريب عناصر من الجيش السوري. وببسيط العبارة، فإنه ليس هناك حاجة حالياً لوجود سلاح جوي روسي كبير في سوريا.
قضية توقيت الانسحاب الجزئي
بتنفيذ الانسحاب العسكري الجزئي، ومثلما قامت القوات الغربية والإقليمية لتضرب تنظيم الدولة في العراق وسوريا في معاقله الرئيسية المتمثلة في الموصل والرقة، فقد عمد الروس إلى توضيح أنهم يسعون إلى التأثير على الغرب والاستمرار في متابعة مشوارهم الانتقامي لإعادة ترتيب النظام الدولي. وبعبارة أخرى، فإن توقيت قرار بوتين ليس في المقام الأول يخص سورية نفسها، أو تنظيم الدولة، أو أي تهديد إسلامي آخر لروسيا. إن تدخل روسيا في سوريا، وعلى عكس الحجج الرسمية، لم يكن وليس هو في الحقيقة حول سوريا. إن خطاب بوتين المتغطرس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي - والذي سعى من خلاله إلى إيجاد تحالف عالمي لمحاربة الإرهاب- كان حول تسليط الأضواء عليه في حقيقة الأمر وليس لتقدم مثل هذا التحالف. لقد كان الأمرحيلة! إن بوتين الآن يوصل نقطة وهي أن قتال تنظيم الدولة في سوريا هو ورطة أوباما ليتعامل معها.
لقد واصلت روسيا في الحفاظ على مصلحتها في سوريا طوال الوقت، كما هو واضح من خلال حملات القصف العشوائي ضد المقاومة السورية، حيث أن تعريف روسيا لهذه المقاومة  -من الواضح- تعريف فضفاض للمجموعات التي تعتبرها إرهابية. تذكّروا أن بوتين قال عدة مرات إن روسيا ليس لديها حلفاء ولكن لديها شركاء استراتيجيين- وقد ظهر هذا في أعمال روسيا في سوريا. وأخيراً، من خلال ادعاء النصر والانسحاب من ساحة المعركة، بينما هي على وشك الانتصار في حلب ومع زخم لصالح إيران حتما والأسد، كل هذا يدل على إخضاع روسيا لأهداف حلفائها في الحرب لحسابها هي.
دافع خفي
لذلك، أكملت روسيا انسحاباً جزئياً من سوريا - والذي هو من حيث حقائق المعركة والتوقيت- كان بتمامه يصب في مصالحها الخاصة. لا ينبغي أن يشكل هذا مفاجأة لنا.
قليل هم الذين يعتقدون أن وقف إطلاق النار الهش الحالي سوف يستمر- وعندما ينهار، سوف تلعب روسيا دوراً رئيسياً على طاولة المفاوضات. وكأكبر لاعب في العالم متورط بشكل مباشر في النزاع السوري، فالعالم يعترف الآن أنه يجب التعامل مع روسيا من أجل تحقيق السلام في سوريا. تولت روسيا بحكم الأمر الواقع المسؤولية عن نجاح وقف إطلاق النار أو فشله، وبالتالي فإن تحديها هو أن على روسيا أن ترى تنفيذ شروطه، وهذا مستبعد جداً.
إن سحب القوات خارج سوريا مع الضجة الإعلامية وأبهة الاحتفال والمواقف لتكريم الطيارين العائدين وعائلات قتلى الجنود الروس يستهدف بوضوح الجمهور الروسي المحلي. من المناسب تكريم هؤلاء الذين يخدمون، بطبيعة الحال، لكن الانسحاب الروسي والتركيز المحلي يرسل رسالة وهي أنه عندما يفشل وقف إطلاق النار فهو ليس مسؤولية روسيا ولا خطأها، بل هو خطأ المعارضة المدعومة من الغرب والولايات المتحدة، وحلفائهما. هناك جماعات كثيرة مجازفة تتنافس على السلطة والأرض في سوريا والتي لا تستجيب لروسيا أو للغرب أو لحلفائهم. إن الدافع الخفي لانسحاب روسيا هو إعداد ساحة المعركة السياسية عند انهيار وقف إطلاق النار واستئناف الحرب الأهلية. على روسيا أن تكون قادرة على إضفاء الشرعية على أي عمل تراه ضرورياً بعد حدوث هذا الفشل. يجب على روسيا أن تكون قادرة على إظهار كيف أن الغرب فشل مرة أخرى، وأن تصور نفسها - في الوقت ذاته- أنها الطرف المتضرر.

غاريت كامبل زميل في التنفيذي الفيدرالي، معهد بروكينغز، البحرية الأمريكية، مركز القرن 21 للأمن والاستخبارات.
رابط البحث: