الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

المدرسة ونظام التعليم بالمغرب الأوسط

خلال القرنين 8هـ/9هـ - م14/15م

أ.د مبخوت بودواية/محمّد بوشقيف
كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية
قسم التاريخ وعلم الآثار
جامعة أبي بكر بلقايد – تلمسان الجزائر
 مقدمة
           عرف المغرب الأوسط خلال القرنين الثامن و التّاسع الهجريين عهدًا حافلاً بالأمجاد في مُختلف المجالات الحضاريّة، خاصّة في المجال العلمي، و هذا بعد قيام الدّولة الزيانيّة حيث ازدهرت الحركة العلميّة بتشجيع سلاطين بني زيان  للعلم  و العُلماء ؛  فبرزت  مدينة  تلمسان  كحاضرة و مركزًا للإشعاع العلمي إلى جانب مُدُن أخرى مثل:  وهران  و مازونة والجزائر وبجاية، و أيضًا إنشاؤهم للمراكز التعليميّة و من بينها المدارس الّتي قاموا باِستدعاء أبرز العُلماء للتّدريس فيها، هؤلاء الّذين سوف يُوجهون نمط التّعليم بالمغرب الأوسط الّذي سنتطرّق إليه فيما بعد.
           إنّ تاريخ التّعليم في العالم الإسلامي خلال العصر الوسيط، اِرتبط اِرتباطًا وثيقًا بالمسجد(1) قبل تأسيس المدرسـة حيث قامـت فيه حلقـات الدّرس منذ أن نشا لأوّل مـرّة،  و  اِستمرّت  لقرون، و في شتّى أنحاء العالم الإسلامي دون توقّف(2)، و السّبب الّذي جعل المسجد يلعب هذا الدّور التربوي هو أنّ الدراسات الأولى كانت تهتم بتعليم و توضيح تعاليم الإسلام، و كذا اِتخاذه مكانًا لدراسة و حفظ القرآن و الفقه و الإشتغال بالآداب(3). ثمّ أسّس إلى جانب المسجد مركزًا تعليميًا آخر خصص لتعليم الصِبيان عرّف بالكُتّاب(4).
           و المغرب الأوسط كغيره من أمصار المغرب الإسلامي، لم يخرج عن هذا الوضع التعليمي العام إلى أن ظهرت المدرسة، الّتي يعود السّبب الرئيسي في ظهورها إلى كثرة العلوم المُتداولة في المسجد و تشعّب مهامه من اجتماعية و سياسيّة فتم إنشاؤها لتقوم بالمهام التعليميّة.
           و قد عرف هذا النّوع من المرافق التعليميّة لأوّل مرّة في مدينة نيسابور، و ذلك بتشييد المدرسة البيهقية في أوائل القرن 5ﻫ/11م. لكن مع هذا كلّه أجمعت الدّراسات التاريخيّة على أنّ الإنشاء الحقيقي للمدارس و اِهتمام الدّولة بها، لم يكن إلاّ على يد الوزير السلجوقي نظام الملك (456-485ﻫ/1064-1092م)(5) الّذي بنى المدرسة النظاميّة ببغداد(6)، كما بنى عدّة مدارس في كلّ من البصرة و الموصل و بلخ وهرات... و عُرِفت جميعها بالنظامية لأنّها أوّل مدرسة قُرِّرَ فيها للفُقهاء رواتب و أُجور معلومة(7). و بعد هذا انتشرت المدارس في كلّ من بلاد الشام و مصر ثمّ انتقلت إلى بلاد المغرب بداية من القرن 7ﻫ/13م، حيث سجلت كتب التاريخ بأن السلطان الحفصي أبو زكرياء (647ﻫ-1249م)(7) قد أنشأ أوّل مدرسة بالمغرب الأدنى عرفت بالمدرسة الشّماعية و الّتي سميت فيما بعد بأم المدارس، و كان ذلك فيما بين سنتي (663-674ﻫ/1235-1249م)(8). ثمّ اِنتشرت حركة تأسيس المدارس إلى المغرب الأقصى، فتمّ بناء مدرسة الصفارين في عهد السُلطان يعقوب بن عبد الحق المريني سنة 675ﻫ(9).
 أمّا في المغرب الأوسط (الجزائر) فقد تأخّر ظُهور المدرسة إلى غاية القرن 8ﻫ/14م، حين قلد بنو زيان سلاطين بني مرين في تشييد المدارس و الاعتناء بها، و الإشراف الشّخصي عليها كتعيين المدرسين فيها(10).
كما سعى بنو زيان من وراء بناء المدارس في مختلف مدن المغرب الأوسط إلى نشر التّعليم والثقافة من جِهة، و توجيه الرعية من أجل وحدة السياسة المذهبية  التي  كانوا  يسيرون  عليها و المتمثلة في نصرة المذهب المالكي من جهة أخرى، لدى كانت المدارس إحدى الوسائل لتحقيق هذه الغاية(11).
و نتيجة لهذا تأسّست عدّة مدارس في المغرب الأوسط(12)، حملت على عاتقها لواء نشر التّعليم في أرجائه و من أهمها:
·    مدرسة ابني الإمام: هي أوّل مدرسة أسّسها السُلطان الزياني أبو حمو موسى الأوّل بالمغرب الأوسط في مدينة تلمسان، و عيّن للتّدريس فيها ابني الإمام أبي زيد عبد الرّحمن (ت 743ﻫ/1342م) و أبي موسى عيسى (ت 749ﻫ/1349م) فصارت تُعرفُ باِسمها. كما عُرفت أيضًا باِسم المدرسة القديمة. و كان موقعها بالقُربِ من باب كشوطة غرب مدينة تلمسان(13).
·    المدرسة التاشفنيّة: هي أهم مدرسة بالمغرب الأوسط، أسّسها  السُلطان  أبو  تاشفين عبد الرحمن الأوّل لفائدة العالم الكبير أبي موسى عمران المشّدالي الزواوي (ت 745ﻫ/1345م) أعْرَفَ أهل عصره بمذهب الإمام مالك(14)، و جهّز أبو تاشفين لبنائها أمهر البنائين، و كان يوم اِفتتاحها يومًا مشهودًا حضره السُلطان و أعيان و مشايخ تلمسان و أُدبائها. و ظلّت هذه المدرسة تؤدّي وظيفتها التعليميّة طيلة العهد الزياني(15). إلى أن هُدّمت عام 1875م، من قِبل سُلطات الإحتلال الفرنسي.
·    المدرسة اليعقوبيّة: شيّد هذه المدرسة السُلطان أبو حمو موسى الثاني، و سمّاها اليعقوبيّة تخليدًا لذكرى والده أبي يعقوب يوسف، الّذي كان حاكمًا بمدينة الجزائر و المتوفّى سنة 763ﻫ/1362م، و دام بناؤها حوالي سنة و نصف، و عُيّن للتدريس فيها العالم الجليل أبو عبد الله الشريف (ت 771ﻫ/1370م). كما أسّس إلى جانبها زاوية و مقبرة مخصّصة لآل زيان (16).
·    مدرسة سيدي أبي مدين شعيب: أنشأ هذه المدرسة السُلطان المريني أبو الحسن عام 737ﻫ/1337م بعد إخضاعه لتلمسان و بناها بقرية العُبّاد بالقُربِ من جامع أبي مدين شعيب. وعُرِفت هذه المدرسة بفنّها المعماري ذي الطّابع العربي الإسلامي، و ما زالت قائمة إلى يومنا هذا تتحدّى الزمن وتشهد على مدى الإزدهار المعماري المريني بالمغرب الأوسط خلال العصر الوسيط(17).
·    مدرسة منشار الجلد: إنّ تاريخ و مكان إنشاء هذه المدرسة مجهول، و لكن يرجح بأنّها كانت بالقُرب من مسجد اِبن البناء بتلمسان(18).
·    مدرسة الحسن بن مخلوف الراشدي أبركان: أمر ببنائها السُلطان أبو العبّاس أحمد العاقل فيما بين عامي 834-865ﻫ/1431-1462م. و موقعها قُرب مسجد سيدي أبي الحسن بن مخلوف(19).
·    مدرسة مدينة الجزائر: أسّسها السُلطان المريني أبو الحسن و هي عِبارة عن مكان لإيواء الطّلبة حيث يقيمون فيه مدّة دِراستهم، و يؤخذون مُختلف العُلوم عن أساتذتها(20). كما كان بمدينة الجزائر مدارس أُخرى خلال العهد الزياني كالمدرسة العنانية و مدرسة ابن السُلطان(21).
·    مدارس وهران: اِنفرد بذكرها حسن الوزّان دون التطرّق إليها بالتفصيل(22).
·    مدرسة مازونة: و كانت نموذجًا مصغّرًا عن مدارس تلمسان(23).
هذا إضافة إلى مدارس أُخرى كانت مُنتشرة في مُدن المغرب الأوسط   خلال   هذه   الفترة، و نظرًا لعدم شُهرتها كمدارس الحاضرة لم تتطرّق إليها كُتُب التّاريخ(24).
           و من أجل أن تؤدّي المدرسة دورها التعليمي على أحسن وجه خلال هذا العهد وُفِرت لها الإمكانيات فاِشتملت على قاعات لمجالس المُحاضرات و أماكن لإِقامة الطّلبة و عيّن فيها المُدرسون و المُشرفون على المكتبات المُلحقة بها(25).
           كما وُقّفت عليها عدّة مصادر ماليّة من قِبل السلاطين و ميسوري الحال من أهل تلمسان و ذلك  بهدف  ضمان  استمراريّة  جراياتها  المُوجّهة  للطّلبة  و المعلمين، و حبست  الكُتُب و المصاحف في مكتباتها خدمة لروادها(26).
لكن الملفت للإنتباه أنّ حركة إنشاء المدارس بالمغرب الأوسط واجهها بعض العُلماء  بالإنتقاد و على رأسهم شيخ العُلماء أبي عبد الله الآبلي(27)، الّذي رأى في المدرسة مُجرّد إغراءات تُقدّمُها الدّولة للطّلبة و رَجال العلم حتّى يتسنّى تبعيتهم لها(28).
           إلى جانب هذا لم يهتم بنو زيان بإنشاء المراكز التعليميّة فقط، بل أعطوا عناية بالغة للتّعليم و رِجاله، لأنّه يعدّ من العوامل الأساسيّة المُساهمة في الحركة العلمية في أي مصر من الأمصار. كما يعتبر مرآة عاكسة للإزدهار الثقافي و العلمي.  و سوف نُسلّط الضوء على نظام التّعليم الّذي كان متّبعًا في المدرسة الزيانيّة من خلال إبراز سنده و مراحله و  طُرق تدريسه و ما يلحقها من الرحلة العلميّة من أجل التحصيل و الإجازة.
سند التّعليم بالمغرب الأوسط:
           لقد عرفت أوضاع التعليم في الغرب الإسلامي تباينًا واضحًا، فاِنقسمت إلى من حافظ على سند تعليمه كتونس و تلمسان و من اِنقطع سند تعليمه كالأندلس و فاس هذا ما أثّر على الحركة التعليميّة(29).
           أمّا بالنّسبة لحاضرتي العلم و العُلماء بالمغرب الأوسط بجاية و تلمسان، فقد حافظتا على سند التّعليم فيهما، فمن بجاية اِرتحل أبو علي ناصر الدين المشدَالي إلى المشرق(30) في المائة السّابعة، فأدرك هناك عُلماء أجلاء  وأخذ عنهم، فحذق في العلوم العقليّة والنقلية ثمّ رجع إلى المغرب و هو يحمل علمًا وافرًا  وتعليمًا رصينًا ونزل بجاية فاِتّصل سند العِلم لدى طلبتها(31).
           كما حافظت تلمسان على سند تعليمها، عن طريق عالمها أبو عيسى موسى بن الإمام الّذي تتلمذ على مشايخ تونس الّتي كان سند التعليم فيها متّصلا بالمشرق(32). هذا وكان لنزول عمران المشدالي بتلمسان وإقامته فيها دورًا بالغًا في بث طريقته في التّعليم(33). كما رحل فيما بعد عالم تلمسان أبو عبد الله الشريف إلى تونس، فلقي أبا عبد الله بن عبد السلام حيث حضر مجلسه و اِستفاد منه حتّى كملت طريقة التّعليم و ملكة التلقي لأبي عبد الله الشريف و سعيد العُقباني(34)، و بانقضاء القرن التّاسع الهجري، فَقَدَ التّعليم في المغرب الأوسط سنده نتيجة توقّف الرحلة العلميّة بسبب الأخطار الّتي بدأت تخيط بهذا القطر خاصّة الضّعف السياسي الّذي اِنتابه و كذا التحرّش الإسباني على سواحله.
* مراحل التعليم بالمغرب الأوسط:
- مرحلة التّعليم الإبتدائي: كان الهدف المتوخّى من التّعليم في هذه المرحلة هو تحفيظ القرآن الكريم و بعض مبادئ اللّغة و إكساب الخط(35). و قد تمّ مزاولة هذا التّعليم في الكتاتيب حيث أنّ الصبيان  يدخلون  الكتّاب  في  سنّ  معيّنة تتراوح  ما  بين الخامسة و السّابعة، و المؤدب يكون حريصًا كلّ الحِرص على تحفيظ هؤلاء القرآن و التلاوة الحسنة، ثمّ يتفقد حفظهم في أيام معيّنة كيوم الأربعاء مساءًا و الخميس(36). هذا إضافة إلى تعليمهم أمور العبادة مثل كيفية الوُضوء و الصلاة، و التشديد عليهم من أجل اِستيعابها(37).
           و قد اِستحسن عبد الرحمن ابن خلدون هذه الطريقة في التّعليم الإبتدائي و أثنى عليها حيث رأى أنّ تعلم القرآن و حفظه هو أصل التّعليم، و هو أوّل ما يجب تعلّمه للصبيان لأنّ به يبنى ما يحصل بعد ذلك من الملكات حسب تعبيره(38). و بيّن أنّه نتيجة لاقتصار أهل المغرب على تعليم أولادهم القرآن و قراءاته المختلفة و الكتابة أحيانًا جعلهم يكونون أقوى على  حفظه وإدراك رسمه، من سواهم عن بقية الأمصار(39) و في هذا الباب حذّر العُلماء و المعلمين من مُعاملة الصبيان بالعنف و أخذهم بالشدّة، لكي لا يعود ذلك سلبًا  على  تحصيلهم  المعرفي(40) و تنفيرهم من الكُتّاب فيُضيّعون بذلك فرصة حفظ القرآن في هذه الفترة، الّتي يكونون فيها أكثر تقبّلاً لاِستقبال المعارف و حفظها و ترسيخها في أذهانهم(41) و لما يدرك الصبي سن البُلوغ يُزاول تعليمه في مُستوى أرقى عرف بالتّعليم الإحترافي.
- التعليم الإحترافي:
           كانت دُروس هذه المرحلة تتم في المساجد الجامعة كالجامع الأعظم بتلمسان، و ندرومة، و الجزائر(42) و المدارس المشهورة، فبعد تمكّن الطلاّب من حفظ القرآن الكريم و الإلمام بمبادئ المواد الأساسيّة الأُخرى، كالخط و الكتابة و اللّغة و علم القراءات في المرحلة السّابقة نجدهم في هذه المرحلة ينكبّون على دراسة مختلف التخصّصات العلميّة، و كذا أصناف العُلوم المعروفة آنذاك فيطرقون باب العلوم الدينيّة(43)، خاصّة الإحاطة بعلم تفسير القرآن و الإطلاع على علومه، من قراءات ورسم وضبط ؛ إضافة إلى معرفة علوم الحديث و الفقه خاصّة المالكي اِنطلاقًا من المُختصرات مثل الرسالة و  مختصر خليل، إلى المدونة لإبن سحنون(44)، و علم التوحيد كمؤلفات الأشعري والجويني(45)، وعلم الفرائض مقرونا بعلم الحساب(46) ثمّ علوم اللّغة العربيّة و آدابها و غيرها من العلوم بمزيد من التعمّق و التحليل(47).
و كان يقوم بتدريس الطّلبة في هذه المرحلة أستاذة مُتخصّصون ومشهود لهم بالتفوّق في مختلف المواد العلميّة، سواءً، النقليّة أوالعقلية، و قد أوردت كتب التاريخ أن سلاطين بني زيان كانوا يشرفون بأنفسهم على تعيين الأساتذة في مدارس دولتهم، و يتحمّلون عبء دفع أجورهم، و حضور مجالس دروسهم(48).
- طرق إلقاء الدّرس:
عرفت طرق إلقاء الدّرس في المدرسة الزيانية تباينًا من مرحلة إلى أُخرى و من عالم إلى آخر، و يمكن أن نُلَخِص هذه الطّرق السائدة خلال الفترة الّتي نحن بصدد تسليط الضوء عليها إلى ثلاث طرق هي:
- طريقة الإلقاء و الإملاء:
سادت هذه الطريقة في الكُتاب حيث أنّ معلم الصبيان يجلس في وسط حلقتهم و يملي عليهم شيئًا من القرآن الكريم، و هم يكتبون على لوح خشبي مصقول بواسطة الدواة و القلم، ثمّ يقوم بتحفيظهم سوَرًا من القرآن، و عند إكمال حفظ السورة يُمْتَحَنُ الصبي فيما هو معروف لحدّ  الآن بالختمة، و بعدها يُخيّر الصبي إمّا بمُواصلة طلب العلم أو الإنقطاع عنه(49).
- طريقة اختيار كتاب معيّن من العلوم و شرحه:
كانت هذه الطريقة تسُود في مرحلة التعليم الإحترافي، و بالأخص في المدرسة حيث يقوم طالب من الطلاب بقراءة نص من الكتب المشهورة، و بعد ذلك يقوم الأستاذ بتولي عملية الشّرح و تبسيط ما ورد من المفردات الصّعبة(50).
- طريقة المحاورة:
عُرفت هذه الطريقة ببلاد المغرب الأوسط بعد اِنتقالها من تونس من قبل العالمين الكبيرين ابني الإمام، وكذا عمران المشدالي وترتكز هذه  الطريقة  على  التحليل  والتعليل  والمُحاورة واِبتعادها عن أساليب الحفظ و الإستظهار(51) ، وبفضلها كانت مشيخة تلمسان تعتمد على البحث و إعمال الفكر في القضايا  العلميّة،  خاصّة  في  العلوم  العقليّة  كالحساب و الهندسة و المنطق. و قد شكّل الطّالب في هذه الطّريقة النواة المحورية الّتي يعوّل عليها في الوُصول إلى حلّ هذه القضايا في حين يكتفي الشيخ بتوجيه المناظرة و إدارتها(52).
- الرحلة العلميّة:
           شدَّ طلاب المغرب الأوسط خلال القرنين (8/9 ﻫ) كغيرهم من طلاب الأمصار الأخرى الرِّحال لطلب العلم إلى الحواضر الإسلامية العلميّة الكُبرى آنذاك سواءً منها المغربيّة كغرناطة، و فاس، وتونس أو المشرقيّة كالقاهرة، و بغداد، و المدينة المُنوّرة، بهدف  توسيع  معارفهم و تنقيحها و كذا لقاء العلماء المشهورين بهذه الحواضر، هذا وعدّت الرحلة في طلب العلم ولقاء المشايخ إثراء و كمال في التعليم(53).
           وقد عقد ابن خلدون فصلاً كاملاً في مُقدمته المشهورة يبيّن فيه أهميّة الرحلة العلمية في تكوين طالب العلم، حيث قال: "... إنّ البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم و ما ينتحلون به من المذاهب و الفضائل تارة علمًا و تعليمًا وإلقاءً وتارة محاكاة و تلقينًا بالمُباشرة، إلاّ أنّ حصول الملكات عن المباشرة و التلقين أشّدُ اِستحكامًا و أقوى رسوخًا. فعلى قدر كثرة الشيوخ يكون حصول الملكات و  رسوخها...  فالرحلة  لابدّ  منها  في  طلب  العلم، لاِكتساب الفوائد والكمال للقاء المشايخ و مُباشرة الرجال..."(54).
           و تضافرت مجموعة  من  العوامل  خلال  القرنين  (8 - 9ﻫ) في نشاط الرحلة العلميّة، و تمثّلت هذه العوامل في حريّة التنقّل بين مُختلف أقطار المغرب و الأندلس و المشرق، بالرّغم من الإنقسام السياسي الّذي ميّز هذه الفترة في العالم الإسلامي. و كذا حفاوة الإستقبال الّذي كان يُلاقيه طُلاّب العلم حيثما حلّوا (55) و ذلك بتوفير أماكن الإقامة و التكفّل بحاجياتهم تطبيقًا لما حث عليه ديننا الحنيف من الإهتمام بطالب العلم(56). إضافة إلى ترحيب العلماء بالطلاّب الوافدين عليهم، مثلما فعل اِبن مرزوق الحفيد عُمدة علم الحديث مع القلصادي أثناء رحلته العلمية إلى تلمسان(57). كما أنّ سبب الرحلة خلال هذه الفترة يُعزّى إلى عاملين أساسيين، شدّد العلماء على كلّ طالب علم أن يلمّ بهما و هما:  ضمان  سلامة  المنهج  النقلي وذلك بتصحيح المتون المروية و وصل أسانيدها بمؤلفيها حتّى تكون واضحة وصالحة للبحث والدّرس و أخذ الأحكام منها(58)، أما العامل الثاني قام على تصحيح  منهج التّفكير وبنائه على قواعد ثابتة(59).
           هذا إضافة إلى ما ساهمت فيه الرحلة العلميّة في  توطيد الروابط الثقافيّة لبلاد المغرب الأوسط مع دول المغرب و الأندلس و بلاد المشرق(60) ، ويظهر ذلك من خلال العُلماء وطلاب العلم، الّذين زاروا المغرب الأوسط  وعُلمائه و طُلابه الّذين رحلوا للإستزادة في طلب العلم من مُدن هذه الأمصار.
           إلاّ أنّ الرحلة العلميّة اِنتابها الفُتور، خاصّة بعد النصف الثاني من القرن 9ﻫ/15م ببلاد المغرب الأوسط، ومردُّ ذلك دعوة العُلماء إلى الجِهاد وإيثاره على الحج وردّ غارات النصارى الإسبان على سواحل بلاد المغرب الإسلامي.
الإجازة العلميّة:
           إنّ الهدف الأسمى الّذي كان يسعى من ورائه طُلاّب العلم من خلال الرحلة إضافة لما سبق ذكره هو الحصول على الإجازات في مختلف العلوم، و من أشهر العُلماء المشهود لهم بالتفوق فيها لذا كان عليهم زيارة المراكز العلمية المشهورة آنذاك(62)، بهدف الإتصال بكبار العُلماء و الأخذ عنهم و الحصول على الإجازة و الرواية منهم، و ذلك حرصًا على السند العلمي الّذي بفضله يصل الطّالب بمؤلفي كُتُب العلوم خاصّة علم الحديث(63) الّذي اِرتبطت به الإجازة العلميّة اِرتباطًا وثيقًا لأهميته في حفظ رواياته الّتي بفضلها  يتم  هذا  العلم  و يكتمل و بدونها يكون ناقصًا لا محالة(64). و لهذا شدّد عُلماء الحديث في منح الإجازة إلاّ للطالب النجيب، و الّذي ألمّ بأسانيد كُتب هذا العلم و حفظ رواياته(65)، ومن أجل هذه المهمّة النبيلة رحل الكثير من عُلماء وطُلاّب المغرب الأوسط خلال القرنين 8 - 9 ﻫ إلى الحواضر العلميّة الإسلاميّة آنذاك للحُصول على الإجازة في مُختلف العُلوم الدينيّة و خاصّة علم الحديث من قِبل علمائه، فهذا ابن مرزوق ينزل القاهرة ويلتقي بالعالم المحدّث  ابن حجرالعسقلاني (ت 852 ﻫ) الّذي عُدَّ عُمدة علم الحديث في مصر خلال القرن التّاسع هجري و الّذي أجازه (66)، كما كان لعالم مدينة الجزائر و وليها عبد الرحمن الثعالبي (ت875) الّذي برع في علم الحديث أيضًا قد زار مُدُن المشرق من أجل طلب الإجازة في هذا العلم وعند مُروره بتونس أجاز هو الآخر بعض طُلاّبها(67)، لكن ما يُؤسف له أنّ الإجازة العلميّة فقدت الكثير من أهميتها خاصّة في أواخر القرن 9ﻫ/15م  بالمغرب الأوسط و الفترة الّتي تلتها و ذلك بسبب اِنقطاع الرحلة العلميّة  و  اِكتفاء  الطالب  بطلب  الإجازة عن طريق المكاتبة لا بزيارة الشيوخ والعُلماء ومُلازمتهم و الاستماع إليهم، كما كان الحال في السّابق(68)، وبالتّالي أدّى هذا الأمر إلى اِنقطاع السند العلمي في مختلف العلوم، و أصبحت الإجازة تمنح نتيجة إطراء و مدح المجاز لمجيزه(69).
           هذا وما يمكن أن نخلص إليه هو أن المغرب الأوسط خلال القرن 8 - 9ﻫ أُشْتُهِرَ بجيلٌ من العُلماء ساهموا في دفع الحركة العلميّة إلى الأمام، نذكر منهم: أبو موسى عيسى (ت 749ﻫ)، و أبو موسى بن يوسف المشدالي(745)، وأبو عبد الله الشريف التلمساني (710 - 771ﻫ) الّذي عدّ واحدًا من أشهر مدرسي  تلمسان(70)،  أمّا من عُرِفَ  في  القرن  التّاسع فنذكر  منهم  ابن  مرزوق الحفيد (ت 875 ﻫ)، وأبو عبد الله التنسي (ت 899ﻫ) و كذا أحمد بن يحي الونشريسي (905ﻫ)، وعبد الكريم المغيلي (ت 909ﻫ) و كلّهم ساهموا مُساهمة فعّالة في إثراء حقل العُلوم بالمغرب الأوسط و كتب التاريخ و التراجم شاهدة على ذلك.


(1)   – أحمد شلبي: تاريخ التربيّة الإسلاميّة، مكتبة النهضة المصرية، دار الإتحاد العربي للطباعة، مصر، 
          الطّبعة الخامسة 1976، ص 102.
(2)  –   نفسه، ص 102.
(3) –  محمّد منير موسى: التربيّة الإسلاميّة أصولها و تطوّرها في البلاد العربيّة، نشر عالم الكتب، القاهرة،
         طبعة 1983، ص 221 ،
(4) – هو أبو الحسن بن علي بن إسحاق الملقّب بنظام الملك و المتوفّى سنة 485ﻫ/1192م، كان محبًا للعلماء
        و رجال التصوّف، و بنى المدارس و المساجد ببغداد، عنه انظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان، المطبعة
        الميمنية، مصر، 1310ﻫ، ج1، ص 143 – 144.
(5) -  تقي الدين بن زيد الخزاعي: تحفة الراكع و الساجد في أحكام المساجد، تحقيق: طه الولي، المكتب
        الإسلامي، بيروت 1981، ص 196 – 197.
(6)  - المقريزي: كتاب الخطط، مكتبة الثقافة الدينيّة، القاهرة، ط2، 1987، ج2، ص 163.
(7)  - عنه انظر: الزركشي: تاريخ الدولتين، تحقيق و تعليق: محمد ماضور، المكتبة العتيقة، تونس، ط2،
         1966، ص 23 – 32.
(8)  - عنها انظر: الزركشي: المصدر نفسه، ص 33 - الرصاع: فهرسة الرصاع، المطبعة العتيقة تونس
        1969 ، ص 142 - رحلة القلصادي، دراسة و تحقيق محمد أبو الأجفان، الشركة التونسية للتوزيع،
         تونس،  1978،  ص 115 -  الونشريسي:  المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى علماء إفريقية والأندلس والمغرب، خرجه جماعة من الفقهاء بإشراف محمد حجي ، دار الغرب الاسلامي، بيروت 1983 ج8، ص 162 - ابن أبي دينار: المؤنس في أخبار إفريقية وتونس، تحقيق محمد شمام المكتية العتيقة، تونس 1967، ص 134.
(9)   - عبد الحق بن إسماعيل البادسي: المقصد الشريف و المنزع اللّطيف في التعريف بصلحاء الريف
         تحقيق سعيد أعراب، ط2، المطبعة الملكية، الرباط 1993، ص 111 ؛ محمد القبلي: مراجعات
         حول المجتمع و الثقافة بالمغرب الوسيط دار  توبقال  للنشر، الدار البيضاء، المغرب 1987، ص    
        72- 73.
(10)   – عبد العزيز فيلالي: تلمسان في العهد الزياني، المؤسّسة الوطنيّة للفنون المطبعية، الجزائر 2002،
       ج2، ص 325.
(11)   – المرجع نفسه: ج2، ص 325 – 326.
(12)   - حسن الوزان: وصف إفريقيا، ترجمة، محمّد حجي و محمد الأخضر، طبع الشركة المغربيّة
          للناشرين المتحدين و دار الغرب الإسلامي، بيروت 1983، ج2، ص 19 – 30.
(13)   - عن هذه المدرسة انظر: يحي بن خلدون: بغية الرواد، تح و تعليق عبد الحميد حاجيات، المكتبة  الوطنية، 1981، ج1، ص 130 - التنسي: تاريخ بني زيان، تحقيق: محمد بوعياد، المكتبة الوطنية 1985، ص 139 - William et Georges (Marçais) : les monuments Arabes de Tlemcen, librairie Thorin, Paris 1903, p 185.            
(14)   - التنسي: المصدر السّابق، ص 141 - عبد الحميد حاجيات: أبو حمو موسى الثاني وحياته وآثاره، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر 1983، ص 161 - عبد العزيز فيلالي: المرجع السابق، ج1، ص 142.
(15)   - التنسي: المصدر السابق، ص 141.
(16)   - عنها انظر: يحي بن خلدون: المصدر السابق، ج1، ص 203 - التنسي: المصدر السابق، ص
          276، القلصادي: المصدر السابق، ص 104- الونشريسي: المعيار، ج3، ص 175، عبد العزيز
          فيلالي: المرجع السابق، ج1، ص 144 ؛ (W) et (G) marçais, op cit, p 117 ;
(17)     - ابن مرزوق الخطيب: المسند الصحيح الحسن، تح: ماريا خيسوس بيغيرا، الشركة الوطنية للنشر
           و التوزيع، الجزائر 1981، ص 406 - عبد الحميد حاجيات، المرجع السابق، ص 64-69 ؛
           عبد العزيز فيلالي: المرجع السابق، ج1، ص 143 ؛  marçais(G):Tlemcen, édition de tell, Blida,p 2003
(18)     - ابن مريم: البستان تح، محمد بن أبي شنب، عبد الرحمن طالب، ديوان المطبوعات الجامعية
           الجزائر 1986، ص 230 – 275.
(19)    - التنسي: المصدر السابق، ص 247، ابن مريم، المصدر السابق، ص 230 – 240.
(20)    - مفدي زكريا: النشاط العقلي و التقدّم الحضاري للجزائر، مجلّة الأصالة، العدد 26، السنة 1975
            ص 166.
(21)    - كورين شوفالييه: الثلاثون سنة الأولى لقيام دولة مدينة الجزائر 1510 – 1541، ترجمة جمال
           حمادنة، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1991، ص 8.
(22)    - حسن الوزان: المصدر السابق، ج2، ص 30.
(23)    - محمد بوشقيف: العلوم الدينية ببلاد المغرب الأوسط خلال القرن 9 ﻫ/15م، مذكرة ماجستير
            جامعة وهران، قسم التاريخ 2004، ص 53.
(24)    - التنسي: المصدر السابق، ص 248.
(25)    - عاشور بوشامة: علاقات الدولة الحفصية مع دول المغرب و الأندلس، رسالة دكتوراه الحلقة
           الثالثة، المعهد الوطني للدراسات التاريخية، بجامعة الجزائر 1986، ص 414.
(26) - ابن مرزوق الخطيب: المصدر السابق، ص 55.
(27)           - ابن مرزوق الخطيب: المصدر السابق، ص 55 ؛ أحمد بابا التنبكتي: نيل الإبتهاج بتطريز الديباج، تح: علي عمر مكتبة الثقافة الدينية 2004، مج، ح، ص 66.
(28)            – أحمد بابا التنبكتي: المصدر نفسه، ص 66.
(29)            – ابن خلدون: المقدمة، اعتنى به مصطفى شيخ مصطفى، مؤسسة الرسالة ناشرون، المطبعة الأولى 2005، ص 450-451.
(30)            – نفسه، ص 450.
(31)            – نفسه، ص 450.
(32)            – ابن مرزوق الخطيب: المصدر السابق، ص 265 – 266.
(33)            – ابن خلدون: المصدر السابق، ص 450.
(34)            المقري: أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض، ضبط و تحقيق مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، طبع صندوق إحياء التراث الإسلامي، المغرب، الإمارات، 1980، ج3، ص 25.
(35)            – ابن خلدون: المصدر السابق، ص 602 – 603.
(36)            – نفسه: ص 602، عبد الرحمن بالأعرج: العلاقات الثقافية بين دولة بني زيان و المماليك، مذكرة ماجستير، قسم التاريخ، جامعة تلمسان 2008، ص 41.
(37)            – ابن عباد الرندي: الرسائل الصغرى، تح: الأب بولس يوحنا اليسوعي، دار المشرق، بيروت 1974، ص 116، ابن سحنون، آداب المعلمين ص 45. القابسي الرسالة المفضلة، دراسة وتحقيق، أحمد خالد، الشركة التونسية، ط1، 1986، ص 30 – 40.
(38)             - ابن خلدون: المصدر السابق، ص 603.
(39)             - ابن خلدون: المصدر نفسه، ص 603.
(40)             - ابن خلدون: المصدر نفسه، ص 604 – 605، ابن سحنون محمد: كتاب آداب المعلمين، تقديم وتحقيق محمود عبد المولى، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، ط2، الجزائر، 1981، ص 88 – 93، ابن مريم: المصدر السابق، ص 242، القابسي أبو الحسن: الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين، تحقيق أحمد خالد، الشركة التونسية للتوزيع، ط1، 1986، ص 33.
(41)             - ابن خلدون: المصدر السابق، 604 – 605، القابسي: المصدر السابق، ص 33 ؛ محمد بوشقيف: المرجع نفسه، ص 63.
(42)             - عبد الحميد حاجيات: الحياة الفكرية في عهد بني زيان، مجلة الأصالة العدد 26، السنة 1975، ص 138.
(43)              - محمد بوشقيف: المرجع السابق، ص 63.
(44)              - عبد المجيد مزيان: الأنظمة الثقافية في الجزائر قبل الاستعمار، مجلة الثقافة، عدد 90، السنة الخامسة عشر، 1988، ص 42.
(45)              - عبد المجيد مزيان: المقال السابق، ص 42.
(46)              - عبد الحميد حاجيات: المقال السابق، ص 139 ؛ محمد بوشقيف: المرجع السابق، ص 73-100.
(47)              - عبد الحميد حاجيات: المقال السابق، ص 138.
(48)              - التنسي:  المصدر السابق، ص 138.
(49)              - لخضر عبدلي: الحياة الثقافية بالمغرب الأوسط خلال عهد بني زيان، رسالة دكتوراه، قسم التاريخ جامعة تلمسان 2005، ص 97، عبد الرحمن بالأعرج، المرجع السابق،ص 42.
(50)              - اسكان حسن:جوانب من التعليم في المغرب الوسيط من ق7هـ/13م إلى ق9هـ/15م،رسالة لنيل ديبلوم الدراسات العليا في التاريخ، جامعة محمد الخامي، كلية الأداب والعلوم الانسانية، الرباط 1987-1988، ص 114.
(51)              - ابن خلدون: المقدمة، ص 450.
(52)              - عبد العزيز فيلالي: المرجع السابق، ج2، ص 353.
(53)              - ابن خلدون: المقدمة ، ص 605.
(54)              - ابن خلدون: المقدمة، ص 605.
(55)              - عاشور بوشامة: المرجع السابق، ص 466.
(56)              - عاشور بوشامة: المرجع السابق، ص 466.
(57)              - القلصادي: المصدر السابق، ص 96 – 97.
(58)              - القلصادي: المصدر السابق، مقدمة المحقق، ص 62.
(59)              - القاضي عياض: ترتيب المدارك، مقدمة المحقق، ص 27.
(60)              - عبد الرحمن بالأعرج: المرجع السابق، ص 158 – 160.
(61)              - القلصادي: المصدر السابق، ص 66.
(62)              - القلصادي: المصدر السابق، ص 66.
(63)              - القلصادي: المصدر السابق، مقدمة المحقق، ص 59.
(64)              - يوسف الكتاني: مدرسة الإمام البخاري في المغرب، دار لسان العرب، بيروت، ج1، ص 130.
(65)              - القسطلاني: السعي الحثيث إلى جمع فوائد علم الحديث، تقديم و تحقيق: بشير ضيف، ديوان المطبوعات الجزائر، 1991، ص 37.
(66)              - السخاوي شمس الدين: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، منشورات مكتبة الحياة، (د.ت)، ج7، ص 50.
(67)              - عبد الرزاق قيسوم: عبد الرحمن الثعالبي و التصوف، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، الجزائر بدون تاريخ، ص 29 – 38.
(68)              - الروداني أحمد بن سليمان: صلة الخلف بموصل السلف، تحقيق محمد حجي، دار الغرب الإسلامي بيروت، 1988، ص 30.
(69)              - عبد الكريم الفكون: منشور الهداية في حال من ادعى العلم و الولاية، تقديم وتحقيق وتعليق أبو القاسم سعد الله، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1987، ص 29-93 ؛ أبو القاسم سعد الله: تاريخ الجزائر الثقافي، المؤسسة الوطنية للكتاب، ج2، ص 42.
(70)              - ابن خلدون: المقدمة، ص 602.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق