الجمعة، 2 أغسطس 2013

عبّاس ومنظمة التحرير ، إصلاح أم تدمير (1-3)

ما أن ظهرت نتائج الانتخابات التشريعية الثانية في فلسطين، والتي حققت فيها حركة المقاومة الإسلامية حماس أغلبية برلمانية تؤهلها لتشكيل الحكومة الفلسطينية وإدارة دفة الأمور، بعد أن اختار الناس والشعب برنامجها ورفضوا برنامج الآخرين ومنهم محمود عبّاس، حتى تذكّر عبّاس ومن حوله فجأة منظمة التحرير الفلسطينية وبات التمسك بها وبمؤسساتها لازمة يتغنون بها صباح مساء، وأصبحت صلاحيات السلطة لا تكاد تذكر، فالتفاوض والأمور المالية والعلاقات الخارجية وكل باقي الأمور هي من اختصاص منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يتبقى لحماس إلا الكناسة والحراسة، هكذا أرادوها فجأة لسحب البساط من تحت قادة حماس وتحجيمهم وعرقلة أعمالهم.
منظمة التحرير الفلسطينية كانت أهم ضحايا السلطة الفلسطينية التي حاولت أن تقوم بعملية إحلال واضحة ليصبح محمود عبّاس تحديداً الآمر الناهي، لكن ولأن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن عبّاس، عاد الأخير ليتمسك بما حاول القضاء عليه أملاً في الحصول على صلاحيات سيفقدها بالتأكيد بعد فوز حماس الأخير، وهنا سأتابع فصلاً بفصل الدور الذي لعبه محمود عبًاس في إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية تمهيداً للقضاء عليها، وليكون ذلك حجة عليه وهو يتغنى الآن في كل يوم وفي كل لحظة بالمنظمة التي رفضها قبل يوم 25/01/2006، وليتوقف هو وغيره عن المزاودة باسم الشعب وممثله، وليعلموا جميعاً أن منظمة التحرير الفلسطينية ورغم كل الشوائب العالقة بها لن تكون مطية لهم لتمرير مشاريعهم التنازلية [1] .
تمهيد:
في اليوم الثالث عشر من أيلول/سبتمبر من عام 1993، وفي حديقة الزهور التابعة للبيت الأبيض، وقّع محمود عبّاس إمضاءه الشخصي على إتفاق أوسلو وبالتالي على ميلاد "السلطة الفلسطينية"، لكنه في الوقت ذاته كان يوقّع على مرحلة جديدة من التنازلات والتفريط، وخرق المحرمات والمحظورات، والأهم من ذلك إقصاء منظمة التحرير الفلسطينية وبشكل شبه كامل عن دائرة صنع القرار تمهيداً لإصدار شهادة وفاتها رسمياً، وهو ما يبدو الآن أقرب من أي وقت مضى وفي انتظار توقيع عبّاس الشخصي أيضاً.
عبّاس الذي كان عرّاب اتفاق أوسلو ومهندسه مع شمعون بيريز، كان المنظّر والمبشّر بعصر التنازلات منذ السبعينيات من القرن الماضي، ورغم خرقه لكل المحرمات آنذاك، فقد كان دائماً يكافأ على أفعاله بالترقي في مناصب منظمة التحرير، وبمباركة ياسر عرفات، ليقود ومن وراء الكواليس تيار "تصفية القضية الفلسطينية" ومن خلال مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية نفسها، والتي استمر انخفاض سقف الحقوق والثوابت لديها، حتى بات التفريط سياسة ثابتة للمنظمة،  وصولاً إلى ما نحن فيه من انهيار للمباديء والانقياد وراء شعارات فارغة لامعنى لها.
لست بصدد تناول أداء منظمة التحرير الفلسطينية، وشرعية تمثيلها للشعب الفلسطيني بشكلها الحالي، ولا حجم التفريط الذي تم باسم مؤسساتها التشريعية والقانونية، ولا تمرير الاتفاقات المشبوهة وإلغاء بنود الميثاق وغيره، لكن سأقبل كغيري أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الإطار الجامع والتكوين السياسي للحركة الفلسطينية، وهي التي شكلت نوعاً من الوطن المعنوي لأبناء فلسطين أينما وجدوا، وهي التي تبناها الشعب الفلسطيني وحماها ودافع عنها بالدماء والتضحيات، ومنظمة التحرير الفلسطينية هي التي وافق الجميع دون استثناء على تفعيلها واعتبارها الإطار الجامع الشامل لكل أطياف الشعب الفلسطيني وهو ما تم التأكيد عليه في إعلان القاهرة الصادر عن الجولة الثالثة من الحوار الفلسطيني الفلسطيني في شهر مارس/آذار من هذا العام، لكن ما سأتناوله هو محاولات الشطب التدريجي الحثيثة، بل محاولات قتل وقبر منظمة التحرير الفلسطينية كشرط وهدف وُضع أمام عبّاس وشركاؤه لتنفيذه، وهو ما ارتضاه ويقوم به منذ عقود من الزمن.
منظمة التحرير الفلسطينية التي يلتف حولها الجميع هي التي تتمسك بالحقوق والثوابت والمباديء، فالتنازل عن هذه الحقوق هو ضرب وطعن في شرعية هذه المنظمة وتمثيلها للشعب الفلسطيني، وهذه الحقيقة يجب أن تكون حاضرة دائماً عند التحدث عن المراحل اللاحقة.
مرت عملية خلخلة منظمة التحرير الفلسطينية بمراحل عدة، كان عبّاس الحاضر الدائم فيها، وبعد غض الطرف كلياً عن دور وقيادة ياسر عرفات لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي لولاها لما تسنى لعبّاس أو غيره الوصول لمرحلة الإعداد لإصدار شهادة وفاتها، فعرفات رحل وترك ورثته لإكمال ما بدأوه، ولنركز على تلك المراحل وطبيعة دور عبّاس ومن كان معه أو انضم إليه لاحقاً فيها، لتوضيح التدرج في القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية.
مرحلة خرق المحرمات:
·                 بدأ عبّاس إتصالاته بالصهاينة منذ أوائل السبعينيات تحت مبدأ "إعرف عدوك!" وذلك في ذروة وأوج المقاومة حيث قام بإتصالات علنية مع "ماتيتياهو بيليد" أسفرت عن إعلان "مباديء السلام" في الأول من يناير 1977 والغريب أن ذلك مر مرور الكرام داخل أروقة منظمة التحرير الفلسطينية التي ثارت ثائرتها على الرئيس المصري أنور السادات في نفس العام بسبب إتصالاته مع الكيان!
كان عباس أول من طرح فكرة الإتصال بالقوى اليهودية والإسرائيلية المحبة للسلام داخل وخارج" إسرائيل" في إطار حركة فتح..
فقد بلْوَر محمود عباس آراءه التي قوبلت بانزعاج كبير في كثير من أوساط المنظمة، رغم أنها تحولت بسرعة إلى وصفة معتمدة من قبل صانعي القرار فيها. فتحت العنوان المثير "الصهيونية بداية ونهاية"، صدر لأبي مازن كتاب موسع في سنة 1977، ضمّنه تأسيساً لهذه الفلسفة؛ التي ستمسك في ما بعد بخطا منظمة التحرير باتجاه "اختراق" المجتمع الصهيوني.
ففي كتابه الذي صدّره آنذاك ياسر عرفات، بمقدمة تبجيلية لمن سيصبح خليفته في قيادة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بعد ربع قرن من ذلك التاريخ؛ تطرّق أبو مازن إلى معالم رؤيته المثيرة للجدل. فالصهيونية قائمة على العنصرية، وهي تحمل بذور إخفاقها في ذاتها، أما الأهم؛ فهو أنّ المجتمع الصهيوني في فلسطين المحتلة قائم على تهميش اليهود الشرقيين "السفارديم" لحساب النخبة الغربية "الأشكناز".
ويسرد أبو مازن في كتابه الذي طواه النسيان وتجاوزه الزمن اليوم، واختفى من المكتبات أيضاً؛ قائمة بالحركات والمنظمات الناشئة في المجتمع الصهيوني التي يعلوها السخط من سياسات الدولة، إما بدوافع مبدئية تتناقض مع الفكرة الصهيونية، أو بمبررات واقعية ناجمة عن التهميش والإقصاء الاجتماعي.
كان عرض "الصهيونية بداية ونهاية" من محمود عباس آنذاك، وقبل أفول الثورة الفلسطينية بشكلها الكلاسيكي؛ لازماً لطرح الفكرة التي اخترقت حاجزاً منيعاً في أدبيات منظمة التحرير. فقد تبنى أبو مازن في الكتاب ذاته وفي الكثير من المنتديات تبعاً لذلك فكرة مدِّ الجسور مع القوى الرافضة والمهمشة في المجتمع الصهيوني، لتعزيز مواقفها، وتوسيع الهوة الداخلية في الكيان الصهيوني.
كانت هذه الرؤية هي الفلسفة التي قامت عليها مساعي اللقاء مع القوى اليسارية الصهيونية والشخصيات المناهضة للسياسة الرسمية "للطغمة الحاكمة في تل أبيب" من (الإسرائيليين) أنفسهم. كان الأمر يجري ابتداءً في ملتقيات سرية هادئة في عواصم أوروبية شرقية وغربية، قبل أن تطفو أنباؤها إلى السطح بالتدريج.
·                 ساهم بفعالية في تبني المجلس الوطني عام 1977 لقرار حركة فتح بالحوار مع القوى اليهودية والإسرائيلية. لم تتوقف إتصالاته منذ ذلك الوقت بمعرفة ومباركة قيادة منظمة التحرير وياسر عرفات وبدلا من محاسبته عينه عرفات عام 1980 مسؤول قسم العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية فأخذت إتصالاته الطابع الرسمي. 
·                 تولى أبو مازن منصب عضو اللجنة الاقتصادية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نيسان 1981، وتولى حقيبة الأراضي المحتلة بعد اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد)  في أبريل من عام 1988 ثم مسؤولا عن ملف الأراضي المحتلة في مايو من نفس العام. بعد إطلاق المجلس الوطني لمبادرة السلام الفلسطينية عام 1988 أشرفت دائرته على كافة الندوات واللقاءات التي تمت مع القوى الإسرائيلية واليهودية في أوروبا وأمريكا وغيرها. 
مرحلة أوسلو :
·                 بعد مؤتمر مدريد أدار محمود عباس مفاوضات أوسلو السرية - مسددا طعنة للفريق المفاوض برئاسة حيدر عبد الشافي - وصولا لإتفاق أوسلو المشؤوم والذي وقع عليه بنفسه يوم 13-09-1993.
كان ذلك يحدث بعد أكثر من خمس سنوات من الانتفاضة الشعبية في دار فاخرة في النرويج في سنة 1993، قبل أن يُباح السرّ الذي أحيط بتكتم شديد عن المفاوضات التي لم يكن سوى عدد محدود، يقل عن أصابع اليد الواحدة، من قيادة منظمة التحرير على دراية بوقوعها.
إنها جولات أوسلو السرية التي ستفضي لاحقاً لأن تصبح عملية تسوية سياسية ولدت بنضارة في وسائل الإعلام وحدها، بينما كانت شاحبة الوجه في واقع الأمر، نجحت في الصمود سبع سنوات بسبب سياسة الإنعاش المستمر التي اتبعتها معها إدارة بيل كلينتون حتى الرمق الأخير من عهده، قبل الانفجار المدوي المتمثل في انتفاضة الأقصى.
·                 بعد هذا التوقيع توالت سلسلة تصريحاته الغريبة والمستهجنة في آن معا حيث علق على التوقيع قائلا: " أشعر بأنني أنجزت شيئا مهما في حياتي-وليس أهم شيء- وكان نتيجته أن رفع العلم الفلسطيني لأول مرة على جزء من فلسطين ويمكن أن يمتد هذا العلم إلى أجزاء أخرى من الوطن"
و في كلمة له يوم 10-10-1993 في إجتماع المجلس المركزي  قال: " ما تم التوصل إليه يحمل في بطنه دولة أو قد يكرس الإحتلال وهذا يتوقف على أسلوبنا في التعامل معه، عقل الثورة غير عقل الدولة، علينا أن نلبس ثوبا جديدا". ترى أية مقامرة وتلاعب بمصير هذا الشعب عندما يعلن عراب إتفاق أوسلو أن هذا الإتفاق "قد" يكرس الإحتلال؟ 
·                 ترأس إدارة شؤون المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها عام 1994، ثم وقع ما عرف بإتفاقية أوسلو-2 في شهر 9-1995 وعاد إلى فلسطين في نفس الشهر ليبدأ رحلة أخرى من معاداته لشعبه وكان أول ما قام به نشر كتابه عن مفاوضات أوسلو السرية تحت عنوان: قنوات سرية-الطريق إلى أوسلو متبجحا فيه بإنجازاته العظيمة وحنكته الفائقة! (له أيضا 11 مؤلف منشور في تاريخ الصراع العربي الصهيوني إضافةً إلى العديد من المقالات..و يعمل على إعداد يوميات القضية الفلسطينية من وجهة نظره الغريبة عن شعبنا عادة وقد أنجز منها ما يزيد على 40 مجلد بمعدل 300 صفحة ولم ينشر منها شيء إلى الآن!!) 
·                 لم يتوقف مسلسل التفريط الذي يقوده محمود عباس بل وصل إلى حد المساس بكل الحقوق والثوابت من لاجئين وقدس وغيرها في وثيقة صاغها مع بيلين وعرفت بوثيقة أبو مازن-بيلين وذلك قبل مقتل رابين بـ4 أيام في شهر 10 من عام 1995 (أي بعد شهر واحد فقط من عودته إلى فلسطين) وكشف النقاب عنها في شهر 02-1996 رغم إنكاره لوجودها كذباً لأكثر من 5 سنوات (نشرت تفاصيلها في 09-2000). 
·                 بعد الكشف عن هذه الوثيقة ومكافأة له كما جرت العادة من قبل قيادة منظمة التحرير وعلى رأسها ياسر عرفات تم تعيين أبو مازن مسؤولا عن لجنة الإنتخابات (التي أوصلت عرفات ليصبح رئيسا لسلطة أوسلو) وأخيرا تم اختياره أميناً لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومسؤولا عن العلاقات الخارجية عام 1996 مما جعله الرجل الثاني عملياً في تركيبة منظمة التحرير الفلسطينية.
·                 في عام 1997 نشرت الصحف العبرية رسالة وجهها عبّاس لشارون، وكان حينها وزيراً للبنى التحتية في حكومة الإحتلال، يشكره فيها على إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان!!، ورغم التساؤلات التي طرحت في حينها حول صحة الرسالة، بما فيها ما نُشر على صفحات صحيفة الرسالة، إلا أن نفياً لم يصدر عن عبّاس حول هذا الموضوع!
مما سبق يظهر جليا أن محمود عباس كان يرتقي المناصب بسرعة توازي سرعة وحجم تنازلاته بمباركة كاملة وعلنية من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في إنسجام تام ومدروس وصولا لأهدافهم المعلنة والغير معلنة. 
صدق أبو مازن أكذوبة أوسلو وأقنع نفسه بها رغم الفشل الذريع والمأساة التي سببها لشعبنا، فبعد 5 سنوات من توقيعه ورغم الإجماع الوطني أن أوسلو فشلت صرح أبو مازن عام 1998 قائلا: " إن إتفاق أوسلو كان التتويج الأهم لنضال الشعب الفلسطيني على مدى القرن العشرين لأن هذا الإتفاق هو الذي ثبت الشعب الفلسطيني على الخارطة السياسية بعدما تقرر شطبه منذ مطلع القرن، إن أهمية أوسلو أنها كرست وجود الشعب الفلسطيني على أرضه وفرضت على أمريكا وإسرائيل الإعتراف به وبمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لهذا الشعب". 
لم يكتف عباس بذلك بل حاول الترويج لقادة الإحتلال حتى أنه قال (بعد إتفاق واي بلانتيشن 10-1998) في وصف السفاح شارون بـ " شارون الطيب الذي تغير ولم يعد ذلك الرجل الذي عرفناه في صبرا وشاتيلا " وأن " الرجل عادي وخارج المفاوضات يصبح أقرب إلى الفلاح منه إلى العسكري وأنه أي شارون :عبر عن تقديره للإنسان الفلسطيني" 
مع أفول أول صائفة في القرن الجديد، كان أبو مازن يشاهد وقائع الحدث غير الممتع بالنسبة إليه. فـ"مسيرة السلام" التي دفعها جاهداً عبر السنين كانت آنذاك ترتطم بفظاعة بالصخور، لتحين ساعة الحقيقة بالنسبة للمشروع الذي كان هو شخصياً الشريك الفلسطيني الأول في هندسته.
وهكذا يتضح أيضاً أنه وعبر عقد من الزمن تقريباً؛ أخذ خط أبي مازن في منظمة التحرير يتعزّز في تجاوز ما كان يُعدّ من محظورات الأمس، وباتت الملتقيات تصبح حدثاً اعتياداً و"نصراً للدبلوماسية الفلسطينية" التي نجحت في تشجيع شخصيات صهيونية على الضرب بالقانون الصهيوني الذي يقضي بمنع الاتصال بمنظمة التحرير الفلسطينية عرض الحائط.
وعملياً، كانت هذه المباحثات بمثابة قنطرة لها ما بعدها. فقد تبيّن لاحقاً أنّ سياسة "اختراق" المجتمع الصهيوني لم تؤدِّ في واقع الأمر إلى ثورة جدِّية على الصهيونية أو إلى زعزعة لأسس "الدولة"، وإنما إلى خوض أشواط أخرى مع صانعي القرار الصهيوني أنفسهم من فريق إسحاق رابين، وعلى رأسهم شمعون بيريز.
 د.إبراهيم حمّامي
03/03/2006


[1] (ملاحظة: الموضوع سبق وأن نُشر على حلقات في مجلة فلسطين المسلمة بداية هذا العام وقبل الانتخابات التشريعية الثانية) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق