الثلاثاء، 29 يوليو 2014

التبشير الغربي

الأستاذ أنور الجندي - رحمه الله
الإرساليات وسيلة لهدم مفهوم العقيدة والتشكيك في الإسلام وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن ظاهرة الإرساليات التبشيرية في العالم الإسلامي هي أخطر الظواهر الاجتماعية التي يجب أن تدرس في توسع للتعرف على الدور الخطير الذي قامت وتقوم في محاربة الإسلام وتزييف مفاهيمه واحتوءا معتنقيه، وتمهيد السبيل لتثبيت دعائم النفوذ الأجنبي على مدى قرن كامل من الزمان وخاصة بعد أن توسعت واقتحمت مجال الثقافة والصحافة بعد المدرسة والجامعة.
مصانع تخرج العلماء:
فقد كانت هذه الإرساليات هي المصانع التي خرجت الأجيال من العملاء والتابعين للنفوذ الأجنبي وأولياء الثقافات الفرنسية والإنجليزية والماركسية والتلمودية.
ولقد عرف الدكتور زويمر هدف هذا العمل الخطير بأنه: ليس إدخال المسلمين في المسيحية وإنما هو إخراجهم من الإسلام حين قال: "ليس غرض التبشير المسيحي إخراج المسلمين من دينهم ولقد برهن التاريخ وأزمة بعد أزمة على أن المسلم لا يمكن أن يكون مسيحياً مطلقاً ولكن الغاية هي إخراج المسلمين من الإسلام فقط ليكون ملحداً أو مضطرباً في دينه وعندها لا يكون مسلماً أي لا تكون له عقيدة يدين بها.
وهذه أسمى مراتب الانتقام من الإسلام وأعظم الغايات الاستعمارية "أجل قضينا على برامج التعليم في الأقطار الإسلامية منذ خمسين عاماً، فأخرجنا منها القرآن وتاريخ الإسلام ومن ثم أخرجنا الشباب والفتاة الإسلامية من الوسائط التي تخلق فيهم العقيدة الوطنية والإخلاص والرجولة والدفاع عن الحق.
وثيقة خطيرة:
هذه هي أخطر وثائق التبشير التي يؤرخ بها للتعليم في البلاد العربية والإسلامية. ذلك لأن الإرساليات جاءت فوضعت البرامج التي تدمر الإنسان المسلم ثم جاءت المدارس الوطنية – في ظل النفوذ الاستعماري في مصر والمغرب والشام والهند وإندونيسيا – فاعتنقت هذه المناهج وطبقتها ولا تزال في جانب كبير منها مطبقة إلى اليوم. وقد ركزت الإرساليات على عدة أمور هامة:
أولاً:
أن تحتضن الفتاة المسلمة، فكانت أولى الإرساليات هي مدارس البنات لتعليم المرأة المسلمة في ظل مفاهيم مسيحية وعلمانية.
وقالت المبشرة المعروفة (أنا مليمنان) ليس ثمة طريق إلى حصن الإسلام أقصر مسافة من هذه المدرسة..
وقال المبشرون: لقد برهن التعليم على أنه أثمن الوسائل التي استطاع المبشرون أن يلجأوا إليها، في سعيهم لإخراج المسلمين من الإسلام.
ثانيا:
أن يكون التعليم وسيلة لعقد الولاء مع الأمة صاحبة المدرسة أو الجامعة، ولقد تردد طويلاً، أن الجامعات الأمريكية كانت وسيلة لتمهيد الطريق أمام المصالح الأمريكية وكانت منطلق العمل لتأكيد الصهيونية في العالم الإسلامي ودعمها، كما كانت الجامعات الفرنسية وسيلة لتثبيت النفوذ الفرنسي وكذلك الجامعات الإنجليزية.
ثالثاً:
أن يكون التعليم في الإرساليات وسيلة لهدم مفهوم العقيدة، وذلك بالدعوة إلى وحدة كل الأديان والعقائد والنحل والمذاهب، وحرية الجمع والمساواة بين الأديان المنزلة، وبين الأديان الوثنية وفتح الطريق أمام نقد "الدين" والسخرية به، وتصويره على أنه فكر قد مضى عهده، وأن العصر عصر العلم وأن الدين معارض للعلم.
رابعاً:
تقوية العنصريات والدعوة إلى الإقليميات والعصبيات والقوميات كالبربرية والتركية والفارسية والعربية، وإحياء الحضارات القديمة كالفينيقية والآشورية والبابلية والفرعونية، وإحياء الفلكلور القديم والآثار القديمة، لخلق ثقافات وتاريخ سابق للإسلام، مع أن الإسلام أقام قاعدة الانقطاع الحضاري بين حاضره وما سبقه من عصور طابعها الحضارية الوثنية.
خامساً:
الدعوة إلى العاميات واللغة المحلية والقضاء على اللغة العربية الفصحى، والحيلولة بين النشء وبين تعلم لغته التي هي المفتاح للإسلام والقرآن، وإحياء العاميات والتركيز على تعليم اللغة الأجنبية، التي هي المدخل إلى مفاهيم الفكر الوافد، والإدعاء بأن اللغة العربية لم تعد صالحة لاستيعاب كل الأغراض، مع تفريغ اللغة الفصحى من الروح الإسلامي عن طريق كتابات الصحف والمسرحيات والإذاعة والأغاني التي تقدم مضامين وافدة غربية منقولة مكتوبة باللغة العربية.
وإقامة ثقافة خفيفة مستمدة من التفاهات مقام الثقافة الأصيلة ذات البيان العربي الرصين.
سادساً:
الاعتماد على الترجمات من اللغات الأجنبية، وخاصة ترجمة قصص الجنس والإباحية، وقصص الإغريق الوثنية وكتابات سارتر وكافكا ونيتشة وغيرها، مما يثير في نفوس الشباب شبهات الشكوك والإلحاد.
سابعاً:
طرح الأيدلوجيات المختلفة والنظريات الفلسفية المتعددة في علم النفس والاجتماع والأخلاق، وكلها ترمي إلى تحطيم مفاهيم الدين الحق، وخلق روح حرية الشباب والجنس، والإفساد الأخلاقي بالأندية والسمر والرحلات المختلطة، واستغلال الفكر الماركسي في هدم المجتمع الإسلامي، وتقديم الشبهات المسيحية واليهودية في قالب من النظريات ذات الصبغة العلمية البراقة الكاذبة.
ثامناً:
محاولة التشكيك في تاريخ إسلام وسيرة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك بالإدعاء بأن القرآن مستمد من التوراة والإنجيل.
واستغلال الآيات التي مجد القرآن فيها السيد المسيح عليه السلام والسيدة مريم. للتبشير بالمسيحية ومحاولة إقناع المسلمين بفكرة التجسد. أو الإدعاء بأن الفكر الإسلامي مستمد من الفسلفة اليونانية.
تاسعاً؟:
تقديم مفاهيم فاسدة، عن الموسيقى والمسرح والفن والحضارة والتقدم والمعاصرة، تختلف مع مفهوم الإأسلام الأصيل.
عاشراً:
إغراء الشباب المسلم بالبعثات الخارجية، وهي التي تستهدف تغيير شخصية الشباب بعد صهره في معاهد خاصة، ووضع الفتيات الأجنبيات في طريقه لعقد صلة اجتماعية تستمر مدى الحياة، وتكون عاملاً من عوامل خدمة أهداف التغريب، وحصار رجال البعثات بعد عودتهم، ليكونوا خادمين للثقافات الأجنبية، وهناك نماذج واضحة أمثال طه حسين ومحمود عزمي وغيرهما.
الدخول في التيه:
إن خطة الإرساليات التبشيرية لم تتوقف عند المدرسة والجامعة، ولكنها امتدت إلى الثقافة والصحافة.
وهي ليست خطة ضيقة مرتبطة بتغيير الدين فحسب، ولكنها خطة واسعة ترمي إلى تحويل العقل والنفس الإسلامي جميعاً، وإخراج المسلم من مفهوم الإسلام الصحيح، ومن قيم الإسلام الحقة بوصفه منهج حياة ونظام مجتمع وإدخاله في هاليز الفكر البشري الرطبة المظلمة، وصهره في أتون الوثنية والمادية والعلمانية والأممية وفتح الطريق أمام فكره وعقله وقلبه ليتقبل كل فكر وافد، ويتلقى كل ما تطرحه أعاصير الليبرالية والماركسية والتلمودية والوجودية وغيرها من السموم.
المهم هو إخراجه من الإسلام دون إدخاله في أي دين آخر وإبقائه مهموماً يدور في الدائرة المظلمة المفرغة: دائرة التيه التي لا تجعل منه قوة صالحة لأي اتجاه، أو كما صوروا هذا في دقة "إن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله".
وبذلك فلا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك يتحقق الهدف، ما هو الهدف؟ هو على حد تعبيرهم، أن يكونوا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية".
وبمفهومنا نحن، خلق ذلك الجيل ذي الولاء الخاص العامل على تدمير مقومات المجتمع الإسلامي من حيث تمكينه لقيادة الثقافة والاستيلاء على ألوية التوجيه.
التبشير بغير جلده:
وقد تطور أسلوب التبشير، وخرج من مرحلة إلى مرحلة، واستطاع تغيير جلده ليوائم تطورات المجتمعات الإسلامية، وهم يركزون اليوم على أهدافهم القديمة بواسائل جديدة، فقد انتهى عهد المبشرين والدعاة الذي يقتحمون المستشفيات ويوزعون الأدوية والملابس وجاء ددور الخدمات الفنية والخدمات الاقتصادية والاجتماعية، في أنظمة مثل "التربية الأساسية" والتغلغل في أنحاء الريف ومخاطبة الناس والتعرف على نوازعهم.
وهي أساليب الجواسيس والمبشرين بصورة أخرى، قوامها السيطرة على توجيه المجتمع والجاسوسية السياسية للحصول على معلومات دقيقة من مصادر موثوق بها، وقد اتخذت أساليب جديدة قوامها الجداول الإحصائية لكل شيء في البلاد، مع التركيز على التعليم بالذات، وتجنيد رجال التربية في العالم العربي في مؤسساتهم وإغرائهم بالمرتبات الضخمة.
كما يدعون بين آن وآخر إلى مؤتمرات موسعة، والهدف هو تطبيق أفكار تربوية بحقل الفكر الإسلامي العربي تابعة للفكر الغربي المسيطر، وتطبيق مبادئ علم النفس وتجاربه على أبنائنا وتلاميذنا بهدف احتقار أوضاعنا ومقدراتنا والخروج من تقاليدنا إلى التقاليد الوافدة.
ولاريب في أن تحقيق هذه الأهداف يباعد بين المسلمين وبين العودة إلى مناهج التربية الإسلامية الصحيحة التي تمكنهم من امتلاك إرادتهم، ولا يزال النفوذ الأجنبي يركز على الثنائية الموجودة في نظام التعليم في العالم الإسلامي، فيصبح النظام الإسلامي خاضعاً وتابعاً للنظام الغربي.
بينما الوجهة الصحيحة هي أن يكون التعليم الأولى كله إسلامي الأساس. وأن تقوم مناهج إسلامية ثقافية تحتضن كل أنواع الدراسات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والأدبية واللغوية، وأن تكون اللغة العربية هي أساس العلوم والتكنولوجيا ودراسات الطب والعلم التجريبي.
حيرة الشباب:
يقول الدكتور عمر فروخ: إن التحدي الذي يواجه المسلمين منذ قرن كامل من الزمن على الأقل: "هو عندما قرر الاستعمار أن يستخدم التبشير عن طريق الغزو الفكري بديلاً عن الفتح العسكري واتخذ لذلك طريق المدرسة والكتاب والجريدة، ثم طريق الراديو والتلفزيون في السنوات الأخيرة، وعن طريق الأزياء أيضاً، وكانت طريق الأزياء من بين الطرق الناجحة في سلب الشخصية الإسلامية من المسلمين، ثم كانت أنجع الوسائل إطلاق الأحزاب ذات الهوية الفكرية المعادية للإسلام، والهدف هو زعزعة اطمئنان المسلم بماضيه ومثله العليا. وأول ما يتجه إليه خصوم الإسلام هو أن يختاروا من الشبان من كان في أزمة نفسية أو اجتماعية، وهم يدعون الشباب المختطف إلى التحرر من جميع القيود وأن يقرر أموره بنفسه، من غير أن يشاركه في ذلك أبوه ولا أستاذه ولا النظم الحاضرة، ويقف الشباب المسلم حائراً قلقاً، يظن أن الحضارة غير الإسلامية تتحداه، وهو في الواقع لو عرف شيئاً كافياً من أمور دينه وأشياء من تاريخ الحضارة الغربية، لما وقف موقف الحائر في هذا التحدي، بل لما كان الخصوم قادرين على تحديه وكان هو القادر على تحديهم.
الاحتواء والولاء:
والواقع أن كل محاولات التبشير تركز على الشباب وعلى الأجيال الجديدة بهدف احتوائها، لتكون ذات ولاء للفكر الغربي وإنها في سبيل ذلك تستخدم الشيوعية والعلمانية وأكاذيب مذهب فرويد وضلالات فلسفة سارتر، وغيرها من الدعوات لتدمير القيم الأخلاقية في نفس الشباب، وجعله لقمة سائغة للقوى التي تعمل على احتواء العالم الإسلامي، وتحول بينه وبين القدرة على امتلاك إرادته بفهم دينه وعقيدته، والتشكل على النحو الصحيح، وهو أن يكون قادراً على مواجهة التحدي والإعداد للرباط في سبيل الله والجهاد بحمل السلاح للدفاع عن العقيدة والأرض معاً.
وقد سجل رجال التبشير هدفهم هذا وما وصلوا إليه حين قالوا: لقد جنينا أعظم الثمرات المرجوة منذ حطم التبشير النشء الإسلامي تحطيماً. وهو سبب فساد الخلق والوطنية وموت الرجولة في نفسو الشباب.
إخضاع العالم الإسلامي:
وقد كتب أحد المبشرين في مجلة (لاريفو مسلمان) التي تصدر في باريس مقالاً كشف فيه بكل وضوح عن هدف الإرساليات التبشيرية، التي تحولت اليوم إلى جامعات ومعاهد لها صفة علمية خالصة، تحت عنوان "إخضاع العالم الإسلامي" قال: إن الهدف ليس مجرد نشر النصرانية بل إخضاع العالم الإسلامي. فقد أثبت التاريخ أن المجابهة بين المسيحية والإسلام لم تنته بمجرد انتهاء ما يسمى بالحروب الصليبية، تلك الحروب التي مثلت الصراع الجسدي على أعلى المستويات والتي استمرت في خمس حملات خلال مائتي عام، وقال إن بين الإرساليات والاستعمار تعاون وثيق. فإذا أضفنا إلى هذا ما كتبه الأب جيرونر في خطاب ألقاه في أحد المؤتمرات التبشيرية حيث قال: إن الإسلام هو مشكلة اليوم التي لا يجب تأجيلها، وأنه يتحتم علينا أن نرصد كل إمكانياتنا لحلها مما يدعو إلى التستر في هذا الهدف الوصول إليه بأساليب غير مباشرة.
الإسلام دين يتحرك زاحف يمتد بنفسه دون قوة تساعده وهذا هو وجه الخطر فيه:
الإسلام الخطير:
ويردد كثيرون ما هو أشد صراحة من هذا المعنى حين يقولون: أن الإسلام هو الدين الوحيد الخطر عليهم فهم لا يخشون البوذية ولا الهندوكية ولا اليهودية، إذ أنها جميعاً ديانات قومية لا تريد الامتداد خارج أقوامها وأهلها، وهي في نفس الوقت أقل من النصرانية رقياً، أما الإسلام فهو كما يسمونه – دين متحرك زاحف – وهو يمتد بنفسه وبلا أية قوة تساعده وهذا هو وجه الخطر فيه.
ويقول الأستاذ سيد قكب معلناً: أننا لا ندرك ضخامة الجهود التبشيرية التي تبذلها أوربا وأمريكا لنشر النصرانية في أرجاء العالم وفي مجاهله ومعموره على السواء، ولا ندرك أن للكنيسة الكاثوليكية، وحدها نحو ثمانية آلاف بعثة تبشيرية تنتشر في أنحاء الأرض، وتذهب إلى مجاهل الكونغو والتبت (وإذا كان هذا الكلام عن عام 1950 م) فإن الأمر اليوم قد تضاعف. مع تملك هذه البعثات التبشيرية من وسائل الدعم المالي والآلي لتمكين جهودها.
ولاريب أن الجهود المبذولة من الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية والموجهة إلى أفريقيا وإلى جنوب شرق آسيا بالذات في هذه المرحلة تؤازرها قوى مختلفة، وترصد لها ميزانيات ضخمة ببناء المستشفيات والكنائس الضخمة، وتربي أجيالاً تنسلخ عن أسرها ودينها، هذه العناصر هي وحدها التي يتاح لها فرصة تسلم أرقى المناصب. ودعامتها العقيدة المسيحية واللغة الإنجليزية والإيمان بالحضارة الغربية وتمكن النفوذ الأجنبي من السيطرة على مقدرات الإوطان ومقاومة الإسلام الذي ينتشر تلقائياً.
وقد تواترت أخبار كثيرة عن الخطط التي تقوم بها الإرساليات في إندونيسيا وماليزيا. والتي ترمي إلى تصفية الإسلام في نصف قرن، وكذلك ما يجري في أفريقيا مداً بالحركة التبشيرية في جنوب السودان والحزام الأفريقي.
المظهر والمخبر:
فإذا ذهبنا نبحث وجدنا أن المناهج كلها وإن كانت مسيحية المظهر فهي تلمودية المخبر، وإن التبشير المسيحي كله خاضع اليوم لنفوذ الصهيونية العالمية، وأنه يعمل لتحقيق غاياتها البعيدة، والتبشير بمفاهيم شعب الله المختار ومفاهيم أخرى تتناقض تماماً مع مفاهيم الإنجيل المنزل من عند الله، بل إن ما تطرحه الإرساليات الآن إنما يستمد مصدره من الفكر الماسوني التلمودي، الذي يقدم في نظريات ماركس وفرويد ودروكايم وفريزر، هذه المفاهيم التي فرضت اليوم على جميع الجامعات والمعاهد في العالم الإسلامي، على أنها علوم يقينية وليست نظريات وفروض قابلة للخطأ والصواب.
وإذا كانت الإرساليات التبشيرية هي منطلق العمل في المدرسة والصحيفة فإن من ورائها قوى الاستشراق الضخمة التي تمدها بالمادة الواسعة للتشكيك وإثارة الشبهات، ويقوم التغريبيون خلفءا طه حسين وساطع الحصري ولطفي السيد وسعد زغلول وسلامة موسى في العلم الإسلامي كله للتبشير بهذه المفاهيم، تحت اسم الدعوة إلى المعاصرة والتقدمية.

ولقد تنبهت قوى اليقظة الإسلامي إلى هذه المخططات والأهداف، فهي تواجهها في قوة وتكشف زيفها ولم يبق إلا أن تسيطر عليها في القريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق