السبت، 5 يوليو 2014

التفسير الإسلامي لعصر النبوة - صهيب محمد أفقير

التفسير الإسلامي لعصر النبوة
دعوة إلى دراسة التاريخ من أعاليه
(وجهة نظر)

صهيب محمد أفقيرأستاذ باحث في تاريخ الإسلام وحضارته(المغرب)sohayb.mh@gmail.com


             مرحلة عصر النبوة من أهم مراحل تاريخ العرب والإسلام، بل هي أهم حقبة من بين كل الحقب التاريخية، حقبة تمثل أعالي التاريخ؛ إذ تقوم عليها دراسة التاريخ الإسلامي في كل مراحله، وبدون دراستها دراسة علمية لا يمكن الإحاطة بتاريخ الدعوة والدولة، بأي حال، فهي المرجع والميزان الذي يقاس به التاريخ والحضارة.
          ومن منطلق منهجي، أعتبر أن وصف عصر النبوة، وتقديم البيئة التي نشأت فيها الدعوة والدولة يستحق البحث المعمق والرعاية الكبيرة. فالبيئة التي نشأت فيها الدعوة وتأسست فيها أعظم دولة عبر التاريخ، بما قامت عليه من شورى (ديمقراطية) وعدل ـ على يد أعظم الخلق وأحبهم إلى الله تعالى ـ البيئة التي ترعرعت فيها أعظم حضارة، والمجال الجغرافي الذي اندفع منه العرب المسلمون إلى بلدان العالم، فاستطاعوا أن يتوسعوا على حساب الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية، القوتان السياسيتان والاقتصاديتان الكبيرتان، حينذاك، هذا المجال الجيوتاريخي جدير بالاهتمام والدراسات المتخصصة، لأن أهميته تكمن في كونه المجال الجغرافي والتاريخي المساعد على فهم سياق ظاهرتي الدعوة والدولة.
          ومع الأهمية القصوى لهذه المرحلة التاريخية، كمرجعية "معيارية" لدراسة تاريخ الإسلام وحضارته، فإنها لم تحظ بالعناية اللازمة من المؤرخين والباحثين، وظلت تدرس في الغالب وفق مناهج كتاب السيرة، فقط، فالذين كتبوا السيرة النبوية اهتموا بكل ما له علاقة بالنبي من ولادة، وتربية، ونسب وشمائل، وحياة شخصية، وزوجية، وقبَلية، وغزو، وقلما اهتموا بذكر ما كان عليه عصره وبيئته من أوضاع اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، ودينية، وثقافية. والنزر القليل الوارد في الكتب المصدرية عما كانت عليه الأوضاع قبل الدعوة، غلب عليه التعميم والإطلاق والمبالغة. فإن "سيرة ابن هشام" و"تاريخ الطبري" و"طبقات ابن سعد" و"مغازي الواقدي" هي أقدم ما كتب في السيرة النبوية، وهي لا تخلو من روايات عامة غير تفصيلية، وأخرى غير دقيقة([1])، عند تشخيص أصول روايات مصادر السيرة، نجد أنها تنتمي إلى مجموعة من المصادر المتنوعة، فمنها مصادر عرفت بمنهجيتها الدقيقة، وتمحيصها للروايات كالصحيحين للبخاري ومسلم، ومنها مصادر لا تخلو من روايات وأحاديث ضعيفة، كما نجد فيها كثيرا من الروايات والأخبار (المتعلقة بالمرحلة التاريخية التي سبقت الإسلام)، التي تحتاج إلى تحقيق وتدقيق([2])، لما فيها من تصوير غير دقيق للمرحلة السابقة في مجالات الثقافة والعلم والأدب والأخلاق. وإلى جانب مصادر السيرة توجد بعض البحوث والرسائل في الأدب والتاريخ، تناولت مباحث عن أيام العرب قبل الإسلام وعاداتهم وتقاليدهم وعلاقاتهم. غير أن ما ورد فيها من روايات اختلط فيه الصحيح بغير الصحيح، بحيث يتطلب الأمر مطالعتها بتحفظ، مخافة السقوط في التعميم أو تشويه الحقيقة([3])، وذلك، لأن هذه الروايات نقلت من مصادر غير محققة تحقيقا علميا. وما بني على مقدمات خاطئة صار إلى نتائج خاطئة (طبعا). فإن احتقار تاريخ العرب القديم جملة وتفصيلا لا يستقيم، فمن الثابت أن الدعوة والدولة حافظتا على كثير من الثوابت العربية الأصيلة، خاصة تلك المتعلقة بالقيم العربية، كما أنها حافظت على العرف كقاعدة قانونية، مما يدل على الجوانب الإيجابية في الثقافة العربية (الجاهلية).
          وبالإضافة إلى إشكالية الوثيقة التاريخية، التي قد تقف عائقا أمام الوصول إلى الحقيقة التاريخية حول "عصر الجاهلية"، فإن البيئة النفسية والاجتماعية للباحث، وانتمائه السياسي والأيديولوجي ينعكس على نتائج البحث([4]). فما وصل إلينا من شعر جاهلي، مثلا، قد شكك فيه بعض الباحثين كطه حسين، وزعم اختلاقه في عصور متأخرة في أواخر القرن الثاني للهجرة، ربما لأسباب أيديولوجية([5])  وقد انبرى إلى الرد على ذلك الزعم ثلة من الباحثين، منهم ناصر الدين الأسد([6]). مع العلم أن الشعر هو ديوان العرب، قبل الدعوة. ويعد أبرز وثيقة تاريخية مساعدة على جمع الإشارات التاريخية! وإن كان هذا الشعر لا يخلو من مبالغة في المدح، والهجاء، والفخر، والزعامة، ناهيك عن خلوه من وصف للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بدقة، مما يعقد مهمة البحث. وذهب فؤاد سزكين إلى أن "أقدم أسماء وصلت إلينا لعلماء التاريخ العربي القديم لا يتجاوز عصرهم القرن السابق على الإسلام... وكانت المؤلفات التاريخية التي ترتبط بأسمائهم تضم على الأرجح معلومات حول الأنساب، وأيام العرب ومثالبهم"([7]). وأمام هذه الإشكاليات (إشكالية الوثيقة والمنهج) نتساءل: كيف السبيل إلى تصوير الأوضاع العربية على حقيقتها في تلك المرحلة الزمنية؟
          إن كل من تطرق إلى دراسة هذه المرحلة، ومهما تمكن من آليات البحث والمنهج التاريخي، لن يستطيع وصف وضعية المجتمع الجاهلي بدقة، وذلك لانعدام الوثائق التفصيلية والأرقام الإحصائية ناهيك عن شساعة الموضوع. هذا وللإشارة، فإن دراسات تاريخ الدعوة والدولة لا يمكن أن تقدم صورة واضحة عن الواقع، إلا بإبراز السياق التاريخي للظاهرتين، ودراسة تاريخ مكة والمدينة على اعتبار أنهما قاعدة الدعوة والدولة (خاصة)، ووعاء تاريخ شبه الجزيرة (عامة). ولقد كتب المستشرقون عن ذلك كله في سياق الحديث عن حياة الهادي الكريم ، وتحليل ظاهرة الدعوة. غير أن مناهجهم المادية المغيبة للوحي والغيب والمعجزات، جعلتهم يجانبون الصواب في كثير من الأحيان، ويقعون في محاذير الشبهات. نظرا لاعتمادهم على نصوص تاريخية أو روايات قد لا تكون صحيحة، أو فهمت على غير وجهها الصحيح، لعدم قدرة الباحث الاستشراقي على إدراك اللغة العربية ومعانيها. أو لتعسفهم في التفسير والاستدلال، أو لتعمدهم إثارة الشكوك وتشويه الحقائق بدافع أيديولوجي، فيبحثون عن كل غث من النصوص التاريخية، في سبيل إثبات "نتائج مسبقة"، فيخرج البحث عن دائرة العلمية والموضوعية.
          ولكل ما ذكر، كان من الضروري أن يتجند الباحثون الموضوعيون لدراسة الدعوة والدولة دراسة علمية رصينة ومنصفة. ولهذا، إذا كنا نرغب في تقديم صورة أقرب إلى الحقيقة والواقع، عن البيئة العربية والمجتمع الجاهلي، وإذا كنا نرغب في مقاربة ثنائية الدعوة والدولة مقاربة تاريخية، علينا أن نعتمد على وثيقة صحيحة لا سبيل إلى الشك في صحتها، وليست هناك وثيقة تاريخية (مصدر تاريخي) لا سبيل إلى الشك فيها غير القرآن الكريم، بالتالي فهو أصدق مرآة للعصر الجاهلي ولحياة الرسول وللدعوة والدولة.
          وحين نزعم أن القرآن الكريم مرآة للبيئة الجاهلية، فإنما ذلك، لأنه رسم صورة ذات أبعاد للبيئة الجاهلية: الأبعاد الدينية والثقافية والعقلية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. فأما من الناحية الدينية، فقد تكلم القرآن الكريم عن الوثنية واليهودية والنصرانية والمجوسية، وهي ديانات كانت موجودة بشبه جزيرة العرب. وبالدليل التاريخي والعلمي فإنها ديانات محرفة أو مبتدعة أو منسوخة، وقد بين القرآن الكريم من الناحية السياسية والاجتماعية ما للدعوة، في ظل المجتمع الجاهلي، من دور في الازدهار والتقدم، وما للمعارضة من خطر واضح على الحياة والمجتمع. ولا نجد هذا الأمر واضحًا في مصدر تاريخي أو وثيقة غير القرآن. بالتالي فالقرآن الكريم أصدق وصف لحياة العرب الدينية والاجتماعية من كل مصدر آخر، وهو إذ يصف لنا هذه الجوانب من الحياة الجاهلية، يجعلنا نقف على ردود فعل العرب بمختلف نحلهم من الدعوة، من خلال جدالهم واستماتتهم في سبيل الحفاظ على ميراث الآباء، وعلى الامتيازات الاجتماعية. والقرآن الكريم لا يصف الحياة الدينية والاجتماعية فحسب، وإنما يصف المشاعر والعقليات وخوالج النفوس. فالقرآن الكريم يصف العرب بأنهم يجادلون الدعوة ويخاصمونها، ويصف اليهود بأنهم يجحدونها، وينوه بالنصارى بأنهم الأقرب إلى التصالح مع النفس والاعتراف بالدعوة، وبالتالي مهادنة أصحابها. والملاحظ، بغض النظر عن مجانبة الصواب، أن هذه القدرات العربية في الجدال والمناورة مع الدعوة، له أبعاد فلسفية مدهشة؛ فهؤلاء القوم حين يجادلون في قضايا التوحيد والربوبية والعبودية، والبعث، والحساب، والجنة، والنار، والوحي، والغيب، والمعجزات، ورؤية الله عز وجل، فهم يناقشون مباحث عقدية وفلسفية عميقة، أنفق علماء الكلام والفلاسفة أعمارا في فهم كنهها، فمنهم من وصل إلى الحقيقة، ومنهم من تنكب عنها. والملاحظ، أيضا، أن القرآن الكريم في حواره مع كل هؤلاء لا ينعتهم بالجهل والضلالة، ولا يسد طريق التوبة (التي تعني تصحيح العلاقة الخاطئة مع الله ومع النفس والبيئة والمجتمع) أمامهم، ولا يحكم عليهم بالعقاب والنار منذ البداية، إنما يقدم الدليل التاريخي (القصص)، والعلمي (الإعجاز)، ويخاطب العقل والروح، ويفسح المجال أمام الجميع لإدراك كنه الدعوة والتمييز بين الصواب والخطأ (والتوبة). وهذا ضمنيا اعتراف بذكائهم وبالرقة الكامنة في نفوسهم، ولا يصورهم على أنهم جهال متوحشون كما هو في الصورة النمطية عن عرب شبه الجزيرة. طبعا، هذا القول ليس على سبيل التعميم، لأن العرب كغيرهم من الأمم فئات، منهم المتعلمون وأصحاب الجاه والنسب والمال والشعراء والأدباء والحكماء والمثقفون، ومنهم الأميون، ومنهم دون ذلك. فهذا ليس إنكارا لما وصف به القرآن الكريم الأعراب من الغلظة، وفتور العاطفة، والكفر، والنفاق، لكنه انفتاح أمام الجميع للتزكية والرقة والتحضر.
          وفي الجانبين السياسي والاقتصادي، فإن القرآن الكريم يبين جانبا مهما هو: انفتاح العرب على العالم الخارجي، وتتبعهم للأخبار العالمية، واهتمامهم بموازين القوى الدولية آنذاك، ومتابعتهم لأخبار الإمبراطوريات الكبرى آنذاك: الروم والفرس، وكذلك الحبشة. خاصة وقد كان لها مع هذه الدول العظمى نشاط اقتصادي تجاري منتظم، يمثل المورد الاقتصادي الرئيسي للقبائل العربية، كما هو حال رحلتي الشتاء والصيف إلى بلاد الشام واليمن السعيد.
          وإذا أعوزت المصادر التاريخية الباحث عن علاقة عرب شبه الجزيرة بالبحر، على سبيل المثال، فإن القرآن الكريم يؤكد استعمال العرب للبحر في التجارة، والصيد، والغوص، ويصور مشهد المنشآت/ السفن في البحر في قوله تعالى: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَام) ([8])، فهذا كله يؤكد بأن عرب الجزيرة العربية لم يكونوا يجهلون البحر، وهذا يصدقه الموقع الإستراتيجي لشبه الجزيرة؛ فهي منفتحة على الخليج العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر/ القلزم([9]).
          إذن، فإطلاق صفة الجاهلية عن الحقبة التاريخية التي تسبق حقبة الدعوة والدولة (أي ما قبل سنة 13 ق.هـ)، لا يعني إطلاقا الجهل المعرفي والتخلف الثقافي والسياسي والتوحش والبربرية؛ فالعرب كانوا أصحاب ديانات، وثقافات متنوعة، وكانوا منفتحين على العالم الخارجي، ومتتبعين للسياسة الدولية، ولم يكونوا يعيشون عزلة اجتماعية وسياسية أو اقتصادية؛ فقد كانوا تجارا مرموقين([10]). إنما الجاهلية تعني غياب الدين الصحيح عن الفرد والمجتمع؛ غياب الفطرة السليمة والمحجة البيضاء، وحلول الطقوس والعادات الضالة محلها.
          وكما وصف القرآن حياة العرب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فقد وصف المجتمع وقسمه (في الغالب الأعم) إلى ثلاث فئات: فئة الأغنياء) الملأ( المستأثرين بالثروة والمحتكرين للتجارة، وفئة المساكين والفقراء (المستضعفين؛ الأجراء والمعدمين المستغلين والمستخدمين) والرقيق/ العبيد (فاقدو التصرف والملكية، يعدون ملكا للسيد/ المالك يباعون ويشترون، ولا يملكون إمضاء أية عقود بما فيها عقد الزواج، ويورثون كما تورث أموال الهالك). وكما أدى القرآن الكريم دور إنقاذ العرب من براثن الجاهلية، فلقد ساند الفقراء المستضعفين وأقر لهم حقوقهم، وحارب من يستغلهم ويهين كرامتهم، وساواهم، في الفضل والحقوق والواجبات، بالأغنياء. وسن قوانين صارمة في سبيل ضمان تلك الحقوق، منها: تحريم الربا، فرض الزكاة، والترغيب في الصدقة.
          بكلمة، لقد وصف القرآن الكريم الحياة العربية الجاهلية بكل صدق ودقة من كافة نواحيها، كما لم يفعل أي مصدر تاريخي وأية وثيقة تاريخية بسبب بشريتها أساسا، ولاحتمال تعرضها للتحريف والتزوير، إلا ما كان من السنة النبوية الشريفة المحققة تحقيقا علميا وفق قواعد الجرح والتعديل الصارمة([11])، لذلك كان القرآن الكريم مرآة عاكسة للحياة العربية الجاهلية.
          وإذا كان القرآن يعكس البيئة الجاهلية، فهو من باب أولى يعكس صورة دقيقة عن الدعوة والدولة. و"الوثيقة المصدرية" الثانية التي ترقى إلى درجة المرآة العاكسة بكل وضوح  للأوضاع العربية وللدعوة والدولة، كتب الحديث النبوي الشريف([12])، وهو المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي. فإن أقوال صاحب التاج والمعراج وأفعاله قد تناولت السلوكات اليومية لمن عايشهم من العرب، وتناولت علاقاتهم الاجتماعية وأفكارهم وعقائدهم وسياساتهم ومعاملاتهم التجارية والاقتصادية وعاداتهم. فأقر بعضها ونهى عن بعضها. وإذا كنا قد اعتبرنا القرآن الكريم والحديث النبوي أرقى الوثائق/ المصادر لبحث هذه المرحلة الزمنية من حقبة النبوة([13])، وما قبلها، فلا يعني ذلك، بأي حال، إهمال باقي المصادر التاريخية كمصادر السيرة ـ فمن السيرة الشريفة نشأت كتابة التاريخ الإسلامي وفي حضنها نبتت([14]) ـ وأيضا مصادر التاريخ واللغة والمعاجم والأدب والشعر والتراجم. بل نعتمدها لما فيها من التفاصيل والاستطرادات والتوضيحات والشروح والتعريفات، وهذا كله لا غنى عنه، ناهيك عن خلو القرآن الكريم من التفاصيل المتعلقة بالمواقع والأزمنة والأحداث.
          بكلمة، أظن أن تقديم بحث حول عصر النبوة، يحتاج إلى اتباع منهج التفسير الإسلامي للتاريخ للإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه، وذلك لوضع لبنة في صرح ذلك المشروع العلمي الكبير، الذي يدرس التاريخ الإسلامي من أعاليه لا من أسافله. والله من وراء القصد، والله ولي التوفيق وهو القادر عليه.
(ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذابَ النار) [البقرة: 201]





[1])) ـ انظر: ابن هشام، السيرة النبوية. جزآن، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر 1955م، 1: 8./ محمد بن عبد الله العوشن، ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية. ط.1، دَارُ طَيبة، (بدون تاريخ)، ص. 3 ـ 4.
[2])) ـ أنوه هنا بدراسة علمية منهجية نقدية جديرة بالمطالعة هي: مرويات السيرة النبوية بين قواعد المحدثين وروايات الأخباريين لأكرم بن ضياء العمري. (انظر: أكرم بن ضياء العمري، مرويات السيرة النبوية بين قواعد المحدثين وروايات الأخباريين. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، السعودية (بدون تاريخ)، ص. 22 ـ 25 ـ 55 ـ 59).
[3])) ـ انظر: إبراهيم خليل أحمد، المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي. ط.1، دار الوعي العربي، (بدون تاريخ)، ص. 99./ أبو مجاهد عبد العزيز، المستشرقون في الميزان. ط.1، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، السعودية 1974م، ص. 152./  سليمان بن محمد الجار الله، جهود الاستشراق الروسي في مجال السنة والسيرة. ط.1، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، السعودية (بدون تاريخ)، ص. 17 وما بعدها.
[4])) ـ في القرن 19م ظهرت طرائق كثيرة متنوعة في كتابة التاريخ وتدوينه، إلى جانب الطريقة الموضوعية، أو ما يسمونه بالمذهب العلمي، وقد تلاقى معظم هذه المذاهب فيما أطلق عليه اسم المذهب الذاتي. ويعد فرويد من أكبر الدعاة إليه والمتحمسين له. ولا يرى أقطاب هذا المذهب من ضير في أن يقحم المؤرخ نزعته الذاتية أو اتجاهه الفكري والديني أو السياسي في تفسير الأحداث وتعليلها والحكم على أبطالها. وهذا كفيل بتمزيق جميع الحقائق والأحداث./ انظر: محّمد سَعيد رَمضان البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة. ط.25، دار الفكر، دمشق ـ سوريا 1426هـ، ص. 21. (بتصرف).
[5])) ـ انظر: ناصر الدين الأسد، مصادر الشعر الجاهلي. ط.7، دار المعارف، مصر 1988م، ص. 108.
[6])) ـ انظر: ناصر الدين الأسد، مصادر الشعر الجاهلي. ص. 107 وما بعدها.
[7])) ـ  فؤاد سزكين، تاريخ التراث العربي. 5أجزاء، ترجمة: محمود فهمي حجازي، إدارة الثقافة والنشر، السعودية 1991م، ص. 2: 27.
([8]) ـ سورة الرحمن: الآية 24.
([9]) ـ انظر الوثيقة 3: خريطة تبين أقسام شبه الجزيرة العربية، ص. 55.
([10]) ـ أنوه في هذا المقام بكل الدراسات التاريخية المحققة تحقيقا علميا، والتي أفاد أصحابها (المحققون) في مقدمة كتبهم بالجوانب المضيئة في تاريخ العرب قبل الإسلام، ونقدوا الإسطغرافية الإستشراقية والاغترابية و"الإسلامية العاطفية" (أقصد بالإسلامية العاطفية البحوث والدراسات و"المواعظ والخطب" التي تبرز محاسن الإسلام بتشويه صورة الماضي/ العصر الجاهلي، اعتقادا منها أنها تخدم الدعوة) التي تظهر الماضي العربي بأنه ظلام وجهل وتوحش. ومن تلك الدراسات المحققة: سيرة ابن إسحاق. للمحقق سهيل زكار./ (انظر: محمد ابن إسحاق، سيرة ابن إسحاق. تحقيق: سهيل زكار، دار الفكر، ط.1، بيروت ـ لبنان 1398هـ /1978م، ص. 5.)/ والسيرة النبوية لابن هشام. تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي./ (انظر: ابن هشام، السيرة النبوية. مصدر سابق، 1: 15 وما بعدها.)/ والسيرة النبوية لابن هشام. للمحقق طه عبد الرءوف سعد./ (انظر: ابن هشام، السيرة النبوية. جزآن، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد، شركة الطباعة الفنية المتحدة، (بدون تاريخ)، 1: 123).
([11]) ـ أحيل القارئ إلى أرقى مصادر المتون الحديثية (الكتب الستة وموطأ الإمام مالك)، خاصة (النسخ) المحققة منها:  محمد بن إسماعيل أبو عبد الله البخاري، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله  وسننه وأيامه. 9أجزاء، تحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، ط.1، دار طوق النجاة، 1422هـ./ مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله . 5أجزاء، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان (بدون تاريخ)./ أبو داود سليمان بن الأشعث، سنن أبي داود. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، 4أجزاء، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت ـ لبنان (بدون تاريخ)./ محمد بن عيسى الترمذي، سنن الترمذي. 5أجزاء، تحقيق: أحمد محمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة عوض، ط.2، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر 1975م./ أبو عبد الرحمن أحمد النسائي، المجتبى من السنن: السنن الصغرى للنسائي. 8أجزاء، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، ط.2، مكتب المطبوعات الإسلامية، حلب ـ سوريا 1986م./ ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد، سنن ابن ماجه. جزآن، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية، مصر (بدون تاريخ)./ مالك بن أنس بن مالك، الموطأ. 8أجزاء، تحقيق: محمد مصطفى الأعظمي، ط.1، مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، أبو ظبي ـ الإمارات 2004م.
([12]) ـ ضيف الله بن يحي الزهراني، مصادر السيرة النبوية. مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، السعودية (بدون تاريخ)، ص. 9.
([13]) ـ انظر الوثيقة 1: خط زمني يبين التحقيب التاريخي الإسلامي، ص. 28.
([14]) ـ انظر: عبد الرحمن علي الحجي، السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها. ط.1، دار ابن كثير، دمشق ـ سوريا 1420م، ص. 73.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق