عصره
سبع
وسبعوه عاماً هجرياً هي حياة الإمام
أحمد بن حنبل –رحمه الله- عاشها في عصر
من أزهى عصور الإسلام سلطاناً، وحضارة
وثقافة، عاصر فيها ثمانية من الخلفاء
العباسيين: المهدي، والهادي، والرشيد،
والأمين، والمأمون، والمعتصم،
والواثق، والمتوكل. وشاهد الإمامُ عظمة
الخلافة العباسية، فقد ثبّتت قواعدها،
وامتد سلطانها في أيام المهدي، وتألقت
حضارتها، وعظمت هيبتها في زمن الرشيد
والمأمون، وتوالت انتصاراتها في خلافة
المعتصم، وظلت في قوة وازدهار في عصري
الواثق والمتوكل.
وكان
النفوذ السياسي في هذا العهد للعنصر
الفارسي –في الغالب- لأنه الذي ساعد على
قيام الدولة العباسية، ونشر دعوتها،
وثلّ عرش الأمويين. وإنْ كان للخليفة
العباسي الرأي الأخير والكلمة النافذة.
وربما أوجس في نفسه خيفة من معاونيه
الفرس، فبطش بهم، كما فعل المنصور بأبي
مسلم الخراساني، وكما فعل الرشيد
بالبرامكة، والمأمون بالفضل بن سهل.
وإذا
كانت الدولة الأموية لم يتمكن فيها
الأعاجمُ، فإن دولة بني العباس أصبحت
أعجمية خراسانية كما يقول الجاحظ،
فالفرس أكثرُ من تولى الأعمال للمنصور،
واتخذ الخلفاء ذلك سنة. وفي عصر الرشيد
زاد نفوذ الفرس في الدولة لمكانة
البرامكة، وأصبح منصب الوزارة فيهم،
وظل نفوذهم في ازدياد بتوالي السنين.
واتخذ الفضلُ بن يحيى
البرمكي الوزير جنداً من العجم سماهم:
العباسية، بلغ عددهم نحو خمس مئة ألف
رجل، وجعل ولائهم للعباسيين.
وأقام
الرشيد وغيره من الخلفاء علاقات بينه
وبين ملوك غربي أوروبا، ومن بينهم
شارلمان، ودفع ملوك الدولة الرومانية
الشرقية الضرائب للخلفاء.
وفي
عهد المعتصم كوّن الخليفة فرقة عسكرية
كبيرة في جيش الخلافة من الأتراك بلغ
عددها نحو سبعين ألفاً. ولما ضاقت بهم
بغداد، وكثرت الخصومات بينهم وبين
الفرس، وبينهم وبين العامة، أتى
المعتصم (سامراء فاتخذها معسكراً لجيشه
وحاضرة ملكه منذ عام 221 هـ، وأصبحت مدينة
عظيمة في مدة قليلة، وظلت عاصمة الخلافة
حتى عام 289 هـ.
وكانت
أم المعتصم (ماردة) تركية من السغد،
ولاطمئنانه إلى الأتراك صاروا موضع
ثقته وإيثاره، وقد أثر ذلك على العناصر
الأخرى، وأخذ النفوذ في الخلافة ينتقل
منذ عهد المعتصم رويداً رويداً إلى
الأتراك، وقد أساء بعضُهم التصرف، وأضر
بالناس، وانتهك هيبة الخلافة، فكرههم
الناسُ. وقد هجا (دعبل) الشاعرُ المعتصمَ
بسبب ذلك، فقال:
وهمُّك تركيّ عليه
مهانة*فأنت له أمّ وأنتَ له أبُ
وكان
الفتح بن خاقان –المقتول عام 247 هـ- وزير
المتوكل تركياً، وقد عهد إلى الجاحظ أن
يكتب رسالة عن مناقب الأتراك وعامة جند
الخلافة ليخفف بها من كراهية الناس لهم،
ولكن ذلك لم يُجْدِ.
وقد حفل عصرُ الإمام أحمد
بكثرة ثورات العلويين، وخروجهم على
الخلافة لاضطهاد العباسيين لهم، وبخاصة
في عهدي الرشيد والمتوكل.
ولم
تخلُ البلادُ في عصر الإمام من الفتن
والحروب والثورات، كثورة الراوندية –أتباع
ابن الراوندي الرافضي- والزنادقة في
فارس والعراق، والخرّمية أتباع بابك
الخرمي الذي ملك الجبل أكثر من عشرين
عاماً (201-223 هـ) حتى قضى المعتصم على
ثورته.
وكانت
غزوات الصيف والشتاء مستمرة، وأكثر ما
كانت موجهة إلى الإمبارطورية الرومانية
الشرقية في سهول آسيا الصغرى –وخاصة في
زمن الرشيد والمعتصم-.
وقامت
إمارات مستقلة في نواحي دولة الخلافة،
كالدولة الطاهرية في خراسان –وهي
فارسية- والدولة الدلفية بكردستان –وهي
عربية- وسواهما.
وقد
كان للفقهاء والمجتهدين سلطانهم في
الخلافة، ومكانتهم في الدولة، وكان
الإمام أحمد –الذي كان جده من
المجاهدين في سبيل قيام الدولة، وكان
أبوه قائداً صغيراً من قوادها – يدعو
للدولة بالاستقامة، وللناس بالرشد، ومع
غضبه من أمور الخلافة فلم يحرض الناس
على الخلفاء، والخروج عليهم، لمخالفة
ذلك لأحكام الشريعة، وما ينتج عنه من
المفاسد العظيمة.
وقد
نأى عن الخلافة واعتزلها، وامتنع عن أخذ
الأعطيات، وابتعد عن السياسة إلى العلم
وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم
يشايع الولاة ولم يحرض عليهم. وعاش
راغباً عن العطاء، منصرفاً للعلم
انصرافاً تاماً. ومع ذلك فقد قاوم
مذاهبهم المنحرفة من مثل القول بخلق
القرآن، ووقف كالطود الشامخ في تلك
المحنة التي ابتلي فيها المسلمون، ولم
يثبت فيها إلا القلة. فرحمه الله وجميع
الصابرين.
وتميزت
الحياة الاجتماعية في هذا العصر بتعدد
العناصر التي يتألف منها المجتمع: من
عرب وفرس وترك وروم وهنود وزنوج.. وغير
ذلك من الأجناس التي يربط بينها رابط
الإسلام وتجتمع تحت كلمة التوحيد: لا
إله إلا الله محمد رسول الله.
وكان
النفوذ في الخلافة ينتقل بين أيدي
القواد والوزراء من الفرس والترك، وكان
الثراء والترف يشمل طبقة كبيرة من
المجتمع –كبار رجال الدولة، وبعض رجال
التجارة والصناعة- وقد مظاهر ذلك الثراء
والترف في عمران المدن وبناء القصور وما
أنفق فيها. فروايات التاريخ –وإن كانت
فيها مبالغة- تروي أن المعتصم أنفق على
بناء (سامراء) أموالاً طائلة، وكذلك فعل
المتوكل في بناء قصره الجعفري، وتنقل
أيضاً: أن محمد بن سليمان الهاشمي أهدى
إلى الخيزران –زوجة المهدي- مئة وصيفة،
في يد كل واحدة جام من ذهب، وزنه ألف
مثقال، مملوء مسكاً.
وكان
في المجتمع كثير من الفقراء ومتوسطي
الحال من عامة الناس، وقد صوّر أبو
العتاهية حياة هؤلاء في قصيدة تحدث فيها
عن الغلاء، فقال للرشيد:
مَ نصائحاً متواليَه
|
مَن مبلغ عني
الإما
|
ــــــعارَ الرعية
عاليَه
|
إني أرى الأسعارَ
أســـــ
|
تِ وللجسومِ العاريه
|
مَن
للبطونِ
الجائعا
|
ولتعدد
عناصر المجتمع، وتنوع الحياة
الاجتماعية واختلاف الوجهات والآراء
كانت البلاد معرضة للنِّحَل، ومجالاً
للمذاهب السرية، وأصحاب الدعوات
المختلفة. فكان فيها أهل السنة والحديث،
وكان فيها التشيع برجالاته، والاعتزال
بطوائفه، وكانت فيها الفلسفة بمختلف
مذاهبها، والعلوم الحديثة بشتى أنواعها.
وكان لأهل السنة والجماعة دور كبير في
مكافحة الشك في الدين
والفساد في المجتمع
والدعوة إلى الاعتصام بالكتاب
والسنة. وكان بين جميع هذه الطوائف جدل
شديد ومناقشات وخصومات. وهكذا عاش الناس
في امتزاج وتوليد بين مختلف العناصر
والأجناس، وفي صراع شديد بين الآراء
والمذاهب: بين دعوة الإسلام الخالصة،
ودعوات الشعوبية الجامحة، وبين حياة
الإيمان وحياة الزندقة، وبين عيشة الجد
وعيشة اللهو، مما أثر في الحياة
الاجتماعية في هذا العصر.
ولم
يكن الإمام أحمد رحمه الله بعيداً عن
ذلك كله، بل كان له أثره في حياته كأي
عالم يهتم بمشكلات أمته ويسعى لصلاحها.
وصاحب ذلك ازدهارُ بغداد
وحضارتها، وازدهار العواصم الإسلامية
الكبرى في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وازدهرت
الحياة العقلية والعلوم الإسلامية في
عصر الإمام أحمد رحمه الله، وأخذ
الخلفاء يشجعون الحركة العلمية في شتى
نواحيها، ويضفون عليها ظلال رعايتهم،
وكانوا يبالغون في إكرام العلماء
والفقهاء والمحدثين والأدباء
ويجالسونهم ويقربونهم إليهم.
وصار العلم والأدب مما يؤهل
للمناصب العالية، وتنافس العظماء في
تكريم العلماء والأدباء، وكما تنافسوا
في إنشاء دور العلم، وترجمة الكتب إلى
العربية من مختلف اللغات.
وكانت
الثقافة الإسلامية بمختلف فروعها هي
الثقافة الذائعة، وهي أساس التكوين
العقلي للمتعلمين في هذا العصر- وقوامها
علوم الدين واللغة والأدب، وما يتصل بكل
ذلك من علوم ومعارف- على أنه قد كانت
هناك ألوان من الثقافات الأخرى، ولكنها
لم يكن لها سلطان كما كان للثقافة
الإسلامية، لارتباط الثقافة الإسلام
بحياة المسلمين، ومن تلك الثقافات:
الثقافة الفارسية، والثقافة
اليونانية، والثقافة الفلسفية التي
لقيت تشجيعاً من الرشيد والمأمون بصفة
خاصة، والثقافة الهندية، وغير ذلك
تبعاً لامتداد الحكم الإسلامي وشموله
لأمم وعناصر مختلفة.
فقد
أنشأ الرشيد في بغداد (بيت الحكمة) وملأه
بكتب الأمم القديمة التي دخل الكثير
منها في الإسلام، وشجع ترجمة الكثير
منها، فترجمت له الكتب من اليونانية
والرومانية والسريانية والفهلوية
والهندية، وقد تعددت الثقافات في
العراق في عصر الإمام أحمد وحدث بين
دعاتها جدل شديد وخلاف كثير.
وكانت المعتزلة تحمِل
ثقافة اليونان وفلسفتهم ومنطقهم إلى
العقل العربي فتثير بذلك صخباً شديدأ.
وكان
هذا العصر –على أية حال- أزهى عصور
العلم في البلاد الإسلامية، ونبغ أعلام
في مختلف فروع الثقافة والعلم، وأدرك
الناس قيمة العلم في بناء الأمم
ونهضتها، فانكبوا على دراسة العلوم
الإسلامية وغيرها. وعهد أهل اليسار إلى
المؤدبين بتعليم أبنائهم، وبذلك صار
التعليم صناعة، وأصبح التأديب طريقاً
إلى المجد. وقد تعددت مراكز العلم في هذا
العصر وكثرت. وكان للعلوم المترجمة
أثرها، -وبخاصة فلسفة اليونان- في تفكير
بعض المسلمين، وكان لها مكانة عندهم.
وتعددت مناهج التفكير والبحث، وصار
الخلاف بين هذه المناهج على أشده في
العراق. وبلغ نفوذ الاعتزال منزلة كبيرة
في عصر المأمون والمعتصم والواثق.
وقد
حمل ابن قتيبة (213-276 هـ) في مقدمة كتابه »أدب
الكاتب«
على الحالة في عصره، حيث أهمل الناسُ
علومَ الدين، وعنوا بعلوم الفلسفة
والمنطق. وحمل البحتري على الشعراء الذي
يعنون بالمنطق اليوناني في شعرهم
ويكلفون به، فقال:
في الشعرِ يكفي عنْ
صدقه كذبُهْ
|
كلفتمونا حدودَ
منطقكم
|
ـمنطق ما نوعه
وما سببُهْ
|
ولم يكن ذو القروح
يلهج بالـ
|
وقد نبع في عصر الإمام أحمد رحمه
الله كثير من العلماء مثل: مالك (179 هـ)،
والليث بن سعد (92-175 هـ)، والشافعي (204 هـ)،
والكرابيسي (245 هـ)، والزعفراني (260 هـ)،
والبويطي المصري (231 هـ)، وعبد الله بن
أحمد بن حنبل (213-290 هـ)، ويوسف بن يعقوب
القاضي (208-297 هـ)، وإسماعيل بن إسحاق
قاضي بغداد.
ومن مثل: أبي الحسن المديني (135-234 هـ)،
والواقدي (130-207 هـ)، ومحمد بن سعد الزهري
كاتب الواقدي (230 هـ).
ومن مثل: ابن السمّاك (183 هـ)، وصالح
المري الزاهد واعظ البصرة (172 هـ)، وذي
النون المصري (245 هـ)، وسفيان بن عيينة (298
هـ)، وسواهم.
كما نبغ من علماء اللغة والأدب ومن
الشعراء أعلام كثيرون. وعاش في هذا
العصر: الخليل من أحمد (100-175 هـ)، وسيبويه
(179 هـ)، والأصمعي (122-216 هـ)، والجاحظ (163-255
هـ)، وابن قتيبة (213-276 هـ)، والمبرد (210-285
هـ).
وظهر من المعتزلة والفلاسفة:
النظّام (180-223 هـ)، وأحمد بن أبي دؤاد
(160-240 هـ)، وأبو الهذيل العلاف البصري
أستاذ المأمون (135-235 هـ)، والفضل بن
الربيع (208 هـ)، والكندي الفيلسوف (253 هـ)،
وغيرهم.
ومن الوزراء المشهورين: الفضل
البرمكي (147-192 هـ)، والفضل بن سهل (202 هـ)،
والفضل بن الربيع (2008 هـ)، وإبراهيم بن
المهدي (224 هـ)، والحسن بن سهل (166-236 هـ)،
وسواهم من أعلام العصر.
وكان عصر الإمام أحمد –رحمه الله-
عصر المحدثين والفقهاء. وقد فشل
المعتزلة في السيطرة على الفكر
الإسلامي، كما فشلوا في فرض منطق أرسطو
وفلسفة اليونان على المسلمين.
وقد وضع الإمام الشافعي أصول
استنباط الأحكام الشرعية من القرآن
والسنة، ووضع الإمام أحمد أصول علم
الحديث بمسنده الكبير الذي صار
إماماً وجامعاً، وكان مقدمة لتمييز
علوم الحديث عن الفقه. فقد طلب رحمه الله
الأحاديث والآثار من ينابيعها، وطلب
الفقه من رجاله، ونبغ في الجانبين.
وعصر الإمام أحمد هو عصر التقاء
الثمرات الفقهية والعلوم الإسلامية،
وهو عصر المناظرات بما فيها من جدل
ونقاش، ويمثل ابن قتيبة معركة التقاء
الثقافات في كتابه »اختلاف اللفظ« فيقول:
»كان
المتناظرون في الفقه يتناظرون في
الجليل من الواقع، والمستعمل من
الواضح، وفيما ينوب الناس، فينفع اللهُ
به القائل والسامع، وقد صار أكثر
التناظر –أي في عهد ابن قتيبة- فيما دق
وخفي، وفيما لا يقع، وصار الغرض منه
إخراجَ لطيفة، وغوصاً عن غريبة، ورداً
على متقدم، فهذا يرد على أبي حنيف، وهذا
يرد على مالك، والآخر على الشافعي،
بزخرف من القول،ولطيف من الحيل، كأنه لا
يعلم أنه إذا ردّ على الأول صواباً عند
الله بتمويهه فقد تقلد المأثم عن
العاملين به دهر الداهرين. وهذا يطعن
بالرأي على ماضٍ من السلف وهو يرى،
وبالابتداع في دين على آخر وهو يبتدع.
وكان المتناظرون فيما مضى يتناظرون في
معادلة الصبر والشكر وفي تفضيل أحدهما
عن الآخر، وفي الوساوس والخطرات،
ومجاهدة النفس وقمع الهوى، وقد صار
المتناظرون –أي اليوم- يتناظرون في
الاستطاعة والتوليد والطفرة والجزء
والعرض والجوهر، فهم دائبون يتخبطون في
العشوات، فقد تشعبت بهم الطرق، وقادهم
الهوى بزمام الردى.
وكان آخر ما وقع من الاختلاف من
الذين لم يزالوا بالسنة ظاهرين،
وبالاتباع قاهرين، يداجون بكل بلد ولا
يداجون، يستتر منهم بالنحل ولا
يستترون، ويصدعون بالحق ولا يستغشون،
لا يرتفع بالعلم إلا من رفعوا، ولا تسير
الركبان إلا بذكر من ذكروا«.
وهو يصور بهذا سلطان أهل السنة بعد
خذلان المعتزلة والمعتزلين.
هذه معالم الحياة العقلية في عصر
الإمام أحمد بما فيها من مؤثرات
وتأثيرات.
وبما تقدم أخذنا لمحة عن عصر الإمام
أحمد –في جانبه السياسي والاجتماعي
والعقلي- وما اشتمل عليه من تطورات
ونهضات، وكان –رحمه الله- في قمة هذا
الطود الشامخ زاهداً، وعالماً،
ومقتفياً أثر من سبقه من أهل السنة، لا
يزيغ في الدين إلى الآراء والأفكار
الوافدة، والفلسفات الطارئة، ولا يتبع
مناهج الجدليين ولا منطق المعتزليين.
ورغم كثرة الفرق والطوائف في عصره،
وكثرة الاختلافات والتقلبات، فقد ثبت
إماماً وحده، وكان نسيج دهره وعصره.
رحمه الله رحمه واسعة.
يتبع
* من مقدمة كتاب : "أصول
مذهب الإمام أحمد" للدكتور عبد الله بن عبد المحسن عباد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق