الثلاثاء، 23 يوليو 2013

السلالة العربية الحاكمة في دارفور (1)



 852 – 1201 هـ / 1448 – 1874 م
القسم الأول
وصف عام للبلد
آرثر روبنسون
 Arthur E. Robinson

ترجمة عبد الرحمن كيلاني
-------------------------
بقيت الدولة الإسلامية التي أسست على يد العرب في دارفور في القرن 15 قوة مستقلة لأكثر من 400 سنة ، فعلياً من عام 1448 إلى 1874 ، وبعدها بخمس سنوات قاومت الغزو .
كان سلطان دارفور حاكماً عليها وعلى وكردفان وواداي ، وربما كان أيضاً حاكماً على الجزء الشمالي من إقليم بحر الغزال . إن مساحة المنطقة التي ضمتها السلطنة كان أوسعها خلال القرن الثامن عشر، حيث كان تغطي مساحة 350000 ميلاً مربعاً. وقد قدر عدد السكان في فترات مختلفة من أربعة إلى ستة ملايين نسمة. ولا بد أن تقدير أربعة ملايين في عام 1854 لمنطقة دارفور فقظ – وقد نُشر في «تقرير الجمعية الجغرافية» (Bulletin Société de la Géographique) – مبالَغ فيه إذا ما قورن بتقدير محمد التونسي لخمس وخمسين ألفاً من جنود دارفور.
بعد هزيمة حاكم دارفور على يد الدفتردار، وبعد الاحتلال التركي لإمبراطورية الفونغ ، جعل السلطان التركي دارفور جزء من فيء محمد علي باشا حاكم مصر. وبالرغم من دعوة حكام دارفور للاستسلام وتهديدهم بالغزو، إلا أنهم تحدوا حكام مصر وبقوا مستقلين حتى عام 1874. خلال تلك السنة غزا دارفور الحاكمُ العربي العام لإقليم بحر الغزال زبير باشا. اتجه زبير باشا شمالاً بجنود غير نظاميين يدفع لهم وينفق عليهم وذلك حسب شروط تعيينه .
قتل السلطان إبريم واد حسين في منواشي في 24 أكتوبر ، 1874، واحتلت عاصمته «الفاشر» (تندلتي) . بعد عدة أيام من نهب جنود زبير باشا اللانظاميين للمكان ، وصل إلى الفاشر جيش من خرطوم بقيادة حسن باشا الجويزر (وهو غير ابن الخديوي إسماعيل)، برفقة إسماعيل باشا أيوب، الحاكم العام للسوادن . كانت دارفور سابقاً قد ضمت إلى السودان ، وأرسل إلى القاهرة مع أسرى الحرب الكثير من الكنوز الملكية التي عثر مع السجلات والشارات الملكية وغيرها .
كان الشيخ الطيب من بين الأسرى الذي أرسلوا إلى مصر ، وهو آخر إمام رسمي للمسجد الملكي في تورا (جبل مرّه). وكان الشيخ الطيب – كأسلافه من الأئمة – من خريجي الأزهر في القاهرة ، وتوفي هناك عام 1902.
أتبع احتلال دارفور سلسلة طويلة من الثورات قام بها السكان ، حيث قادهم أعضاء من عائلة آخر سلطان خلال فترة 1874 – 1879. كانت تكلفة هذه الثورات من الضحايا والأموال كبيرة ، ولذلك قرر الجنرال غوردون أن يخلي الإقليم من سكانه في عام 1879، لكن الخديوي إسماعيل أرسل إليه برقية (في 3 مايو) رفض فيها اتخاذ مثل هذه الإجراءات.
إن تزعزع الأوضاع في دارفور أدت به لأن يكون مرتعاً لتعصُّب [2] أتباع المهدي محمد أحمد ، وبسقوط «دارا» في 23/12/1883، انتقل حكم دارفور من يد خديوي مصر إلى المهدي وخليفته.
كان عدد كبير من أتباع الخليفة قد جُنِّدوا من دارفور، حيث نقل منها قبائل كاملة – مثل قبيلة طايشة (!) وكنانة وبني حلبة ، إلى أم درمان . وقد شكلت أعداد كبيرة من المسلمين الزنوج – الكونغارة ، والفور ، والبورني وغيرهم – جزءاً من جيش الخليفة . بعد معركة أم درمان التي قتل فيها عدد كبير من هؤلاء الناس ، فرَّ الأميرُ علي دينار بن زكريا (حفيد السلطان محمد فضل) إلى الفاشر. لقد أزاح هذا الأمير كل منافسيه من طريقه وأعلن نفسه سلطاناً على دارفور. ونتيجة إعادة احتلال القوات الأنجلو-مصرية لكردفان ، وافق علي دينار على دفع إتاوة للحاكم العام (أو الجنرال) للسودان .
كان السلطان علي دينار أكثر فساداً وطغياناً [3]، وخلال الحرب الأوروبية (العالمية الأولى) 1914 – 1918 اتخذ موقفاً معادياً للحلفاء ورفض أن يدفع إتاوته ، فاتجهت قوة تأديبية إلى دارفور تحت قيادة ضابط إنكليزي ، يرافقها سرب من الطائرات . لم تحصل هناك أي مقاومة تذكر ، وفرّ علي دينار ، وقتل مع أولاده على أيدي دورية عسكرية في عام 1916 خلال تقدمها إلى الفاشر . بعد ذلك ، أعيد ضمن الإقليم إلى السودان ، وهو الآن قد انضم إلى المنطقة التي كانت سابقاً جزءاً من واداي التي هي تحت الإدارة الفرنسية . ومنذ سنتين خططت الحدود الخاصة بمسح مشترك [4] .
مصادر المعلومات عن دارفور قبل 1874
لم يُكتشَف في دارفور أية نقوش صخرية أو ما يشابهها من الآثار ، وأما ادعاءات بالم Pallme فلم يتم التأكد منها .
كان السيد و. ج. بروان أحد الرحالة الأوائل إلى دارفور ، وقد كتب تجربة رحلته ومكوثه فيه . سافر بروان من أسيوط مع قافلة من مصر إلى كبة في 1793 ، لكن بسبب حماقته انتهى به المطاف بأن يصبح سجيناً لمدة سنتين في دارفور . كانت معظم معلوماته مأخوذة من أفواه الناس ، ولم تكن ، كما هو متوقع ، واسعة أو ذات قيمة .
في عام 1799 ، سافر محمد بن عمر التونسي من القاهرة إلى دارفور مرافقاً القافلة السنوية . كان أبوه متزوجاً من أخت صابون Sabun سلطان واداي وكان وقتذاك هناك . وأما الحاج سليمان الأزهري التونسي ، جد محمد بن عمر التونسي ، فقد استقر في « سِنَّار » وتوفي هناك عام 1796. سافر أحمد الزرّوق بن سليمان التونسي  من سنار إلى دارفور .
قضى محمد التونسي بعض الوقت في دارفور ثم ذهب إلى واداي . رجع محمد إلى القاهرة عن طريق قديم من واداي إلى طرابلس الغرب . في القاهرة ، انضم محمد إلى القوات التي أرسلت إلى « مروي » ، وعندما انتهت الحملة مُنِحَ مركزاً حكومياً جعله مع اتصال بعدد من المسؤولين الأوروبيين لمحمد علي باشا . وقد جمع الدكتور بيرون Perron من روايات وملاحظات الرحالة الشفهية في مجلدين ذاتي قيمة عالية لكل دارسي إفريقية المسلمة . أصدر المجلد الأول «رحلة إلى دارفور» Voyage au Darfur في بارس عام 1845، وظهر المجلد الثاني «رحلة إلى واداي» Voyage au Wadai في عام 1851. في هذين المجلدين ، هناك كمّ كبير من معلومات مفصلة عن سكان وتاريخ واداي ودارفور ، واللذين يعتبران اليوم من الأعمال القيمة . سبَّبَ نشر هذين المجلدين اهتماماً بالغاً بهذه البلاد الموصوفة ، وإن الصمت الذي مارسه الرحالة اللاحقون ، الذين كانوا بشكل عام يتبنون أو يَعْزون إلى بعض أعضاء المدرسة الألمانية ، لا يمكن نسبته إلى الجهل بوجودها . خلال الفترة ما بين 1850 و1890 ، حالَ الحسد الذي وجد بين الرحالة الفرنسييين والعلماء وبين غيرهم من الأمم الأخرى من التعاون بينهم في البحوث الكشفية والتاريخية في إفريقية . نشر القليل عن دارفور، ومعظم الذي ظهر وقتذاك ما زال في لغته الأصلية الفرنسية أو الألمانية .
في عام 1824، أو مباشرة بعد الغزو التركي للسودان ، أرسلت الحكومة الفرنسية بعثة علمية وتجارية إلى دنقلة وكردفان بقصد زيادة المعلومات التي حصل عليها مسيو كليود Cailliaud وغيره من الرحالة . كان الدكتور كونيغ Koenig بين رجال حملة عام 1824. استقر كونيغ في مصر وأصبح مدرساً للباشا سعيد ورئيساً للجمعية الجغرافية الخديوية في القاهرة .
كتب د. كونيغ أو حرر عدداً من البحوث والمفردات فيما يتعلق بسكان النوبة ، وكردفان ، ودارفور... إلخ. وعندما كان في «العُبيد» عام 1824 أُعطي كتاباً عن تاريخ كردفان ودارفور، لكن لا يمكن حالياً التأكد من مصادر هذا الكتاب أومكان طباعته . وللأسف ، فإن محتويات المكتبة الملكية في القاهرة غير متاح الوصول إليها الآن ، أو أن هذا التاريخ يمكن تفقده هناك مع العديد من التقارير الأخرى المهمة صُنعت لمحمد علي باشا من قبل موظفيه الأوروبيين . ولا يبدو أن هذه التقارير كانت متاحة لموظفي سمو الخديوي إسماعيل باشا من البريطانيين والأمريكيين.
وبالرغم من هذا ، فإن الدكتور كادلفن Cadalvene اقتبس كثيراً في كتابه L’Egypte et la Turquie من تاريخ الدكتور كونيغ ، وقد طبع كتابه في باريس بعد أن ترك المؤلف خدمة محمد علي باشا كجراح في الجيش . سافر الدكتور كادلفن كثيراً كبقية رفاقه وكان لديه اطلاع على التقارير التي صنعها معاصروه الذين كانوا في معظم الأحيان رجالاً ذوي شخصيات ذكية وشديدة الملاحظة.
خلال عام 1874، سافر الدكتور ناشتيغال Nachtigal من أبشر (واداي) إلى الفاشر، وغادرها في 2 يوليو، 1874 قبل الاحتلال المصري ، ووصل القاهرة في 22 نوفمبر، 1874 (انظر رحلات ناشتيغال ، طبعة فلنهوفر). ظهرت لائحة بأسماء حكام دارفور في  Mitteilhungenلبيترمان Petermann لعام 1875 (دارفور ، ص 285).
لم يعطِ الشيخ الطيب هذه اللائحة للدكتور ناشتيغال ، وكما يؤكد بيترمان بأن سليمان سولونغ ، مؤسس السلالة الإسلامية الحاكمة في كردفان، حكم في القرن الخامس عشر ، وليس في القرن السابع عشر كما أكده العلماء الألمان. وللأسف ، فإن تاريخ ناشتيغال كان في محل قبول لمدة خمسين سنة ، حيث لم تكن رواية الدكتور كونيغ ولا رواية الشيخ الطيب معروفتين للكتاب المحدثين .
من المستحيل الآن البت في صحة أي من هذه المرويات التي تختلف مع بعضها البعض يشكل كبير كما يظهر بالتفصيل في نهاية هذا القسم.
ليس من أهداف هذه المقالة التشكيك في الأحداث التي قبلَها الكتَّاب عن دارفور حتى اليوم. إلا أن يكون هناك بعض الأسباب الملموسة والأدلة الواضحة لفعل هذا ، وهذا لا يخدم في الحقيقة أي سبب مفيد .
من كتاب الدكتور ناشتيغال Shara und Sudan Ergebnisse sechsjahrjen Reisen in Africa (وهو مذكرات رحلاته) التي طبعت في ألمانيا خلال 1879-1889، فإنه من الواضيح أن الدكتور ناشيتغال كان لديه اطلاع على بضع أنساب متميزة أو كان لديه اطلاع على لوائح أنساب حكام دارفور من الداغو ، والتنوغور، والكيرا، والكُنغارا. بعض الملوك ذكروا بالاسم وأشير إلى عددهم في سلالات معينة ، لكنه لم ينشر أي لائحة عدا لائحة كُنغارا، وليس بالإمكان التأكد من الأساس الذي اعتمد عليه في ترتيبه ذلك .
وضع الدكتور هلمولت Helmolt في كتابه (تاريخ العالم، الجزء الثالث History of the World, Vol. III) أشجار أنساب الباغرمي، والبورنو، والواداي، ودارفور معتمداً على المعلومات التي زودت من قبل الدكتور ناشتيغال وسلاتين باشا. هذه الأنساب ليست متطابقة مع تلك التي صنعها الدكتور بارث Barth، ومع أن الترتيب الزمني أعطي بشيء من الثقة، إلا أن الكاتب كان مائلاً إلى الاعتقاد بأن هذا الترتيب الزمني تخميني وتقريبي .
من الواضح جداً أنه كان يوجد هناك سلسلات مختلفة في الأقاليم التي تعرف اليوم باسم دارفور. فالتنغاريون قد بنوا مدينة كبيرة في جبل « سي »، وكانوا مسلمين وقت تدميرها .
كان جبل مرّه الملجأ الطبيعي للداغو، والفور ، وغيرهم من السكان الأصليين، وربما كان ملك الجبل أحد الملوك الثانويين .
إن تقدم الإسلام أو إحياء أي شكل منه قد يدفع أحفاد عمر بن سليمان حاكم جبل مره (880 – 897 هـ) أن يدَّعوا بأن فرعهم في الاعتقاد الإسلامي والسلالة العربية منسوب إلى بعض أجدادهم، وهو في حالتهم هذه يرجع إلى سليمان (848 – 880 هـ).
تقول التقاليد المحلية إن سليمان مع قبائل بني فزارة العربية هاجموا وثنيي جبل مره واحتلوا جبلهم وإن أول مسجد بُني في تورا إنما بني ليخلد ذكرى انتصار المسلمين هناك.
إن حملة سليمان الثاني ضد التنغارا والتي بها اندمجت مملكتي جبل مره وجبل سي ، ترجع (في نظر الكاتب) إلى مرحلة متأخرة ، كما علمنا بأن سليمان واد كورو (أي سليمان الثاني) قضى أيام طفولته وشبابه في واداي ثم عاد إلى دارفور وطرد عمه الأكبر (؟) من جبل سي. ليس هناك دليل على أن الملك المطرود كان «شاو» (دورشيد) ابن فورا، لكن ربما كان تيمسام أو ترينديم ابن بهر بن دِلي .
يعتقد الكاتب بقوة بأن الإسلام جاء إلى دارفور قبل القرن السادس عشر (الميلادي)، لكن سواء انقطع وجوده ونهض من جديد في عهد سليمان الثاني (الذي يطلق عليه د. ناشتيغال اسم «سولونغ») فإنه الآن مجرد تخمين. إن وصف السيد «ماكْمايكل» لخربة عاصمة تُنغارا في جبل سي يظهِر بوضوح أن هؤلاء الناس كانوا مسلمين عندما دمرت مدينتهم ، كما يمكن رؤية المسجد المتهدم إلى اليوم .
          إن لائحة د. ناشيتغال يمكن أن تفسر على أنها لِكُنْغارا، لكن من المستحيل الجمع بين هذا الترتيب الزمين مع الذي أورده كل من الدكتور كونيغ والشيخ الطيب . يختلف الأخير عن الآخر بست سنوات بالنسبة لتسلم سليمان صولونغ الملك ، لكن تاريخ د. ناشيتغال يظهر مائة سنة متأخرة عن هؤلاء. فمن الواضح أن هناك خطأ ، ربما من الناسخ ، حيث أن اللائحتين تقتربان من بعضهما البعض في ترتيب القرن الخامس عشر.
          بعد أن أُطلِق سراح البارون رودولف فون سلاتين باشا من أسره في أم درمان ، نشرَ بحثاً عن تاريخ دارفور ولائحة بأسماء ملوكه في مجلة عربية تدعى «المقتطف» التي كانت تصدر في القاهرة . وهذا البحث لم يره الكاتب ، لكن خلاصته كانت ضمن كتاب «النار والسيف في السودان Fire and Sword in the Sudan» وكانت قد قرئت مع كتب وأبحاث السيد ماكمايكل.
          بعد معركة أم درمان ، ألف المرحوم نعوم بيك شقير ، أحد موظفي قسم الاستخبارات المرافقة للجيش المصري ، كتاباً عن تاريخ السودان ، واستقى معلوماته من السجلات المحلية ومرويات القبائل . وكان كتاب «طريق السودان» قد طبع في القاهرة عام 1907 باللغة العربية .
          إن الملاحظات التاريخية التي سجلها نعوم بيك شقير عن دارفور مبينة على المعلومات التي أعطاها له إمام مسجد تورا الشيخ الطيب . وأما السجلات الملكية فقد حفظها الأئمة في هذا المسجد ، الذين كانوا معلمي أولاد الملوك وكتاباً للوثائق الحكومية ، كالرسائل التي ترسل إلى القوى الأجنبية ... إلخ. إن نسخة مترجمة للتاريخ المحلي قد عُمِلَت للكاتب ، وهناك نسخة الآن منها محفوظة في المتحف البريطاني مع نسخة كاملة من كتاب نعوم بيك ، وهو يضم معلومات كثيرة عن العادات... إلخ.
          سيكون هناك ترجمة كاملة عن كتاب «تاريخ سنار Sennar History» ، والتي أشير إليها في هذا البحث ، والتي استعملها بشكل كبير نعوم بيك وغيره من المؤرخين، سيكون هناك ترجمة كاملة عنه في المجلد الثاني من كتاب «تاريخ عرب السودان A History of the Arabs of the Sudan» ، مع مقتطفات من معجم التراجم العربي «الطبقات واد ضيف الله». سيكون هناك إشارات للكتاب الأخير في هذا البحث أيضاً.
إن هدف هذا البحث هو الخروج برواية متتابعة ومختصرة للأحداث التي مرت على دافور والبلاد المجاورة لها خلال مدة الدولة الإسلامية المستقلة.
إن اللوائح التي صنعها د. ناشتيغال ود. كونيغ والشيخ الطيب مرفقة بهذا البحث، ويترك للقارئ أن يكوِّن رأيه الشخصي فيما يتعلق بصحة كل واحد منها.
أعتبر أن لائحتي د. كونيغ والشيخ الطيب تمثلان أولئك المتنافسين والحكام المعاصرين الذين التحمت عائلاتهم وانفصلت من وقت لآخر إلى أن التحمت في سلالة سليمان بن كورو. أما لائحة الدكتور ناشتنغال فتمثل حكام تلك السلالة فقط ، وتفترض بأن حكام دارفور الأوائل إنما هم من الوثنيين. ربما كانت هذه الحال في جبل مره ، لكن سكان جبل سي كانوا مسلمين.
من المحتمل أن تكون لائحة د. كونيغ قد صُنعت على يد أحد أدعياء العرش تحت حماية محمد علي باشا، مثل أبي ميدان أو تيما واد سلطان الذي كان يرغب في دعم ادعائه عن طريق الوراثة .
لقد ذكر الشيخ الطيب أن لائحته كانت صحيحة من الأختام القديمة والسجلات.. إلخ، وقد حفظت في تورا حتى عام 1874 وأنها تمثل أولئك السلاطين الذين عاشوا في جبل مره وحكموا دارفور. إن عدداً من الأسماء المذكورة في هذه اللائحة ليسوا عرباً وإنما هم محليون .
أعتقد أن كلا من لائحتي د. كونيغ والشيخ الطيب قد صُنِعتا من لوائح أخرى تظهر أعضاء الحكام من عائلة (دون اعتبار للنسب أو لنسب الأم أو غير ذلك) والتي تبين عدد السنين ومدة كل حاكم بقي في حكمه. وبشكل عام ، فإن مثل هذه اللوائح غير صحيحة، حيث أن من عادة مؤرخي العائلات تجاهل أي تغيير في الحكم عدا الذين ماتوا موتاً طبيعاً، وفي بعض هذه الحالات فإن الحاكم الفعلي يُتجاهَل، ويظهر مكانه اسم ابن الحاكم الراحل في لائحة الحكام عندما يستعيد فرع عائلته الحكم - وإن كان من المحتمل أنه هارب -.
لائحة د. ناتشيغال :
اسم الحاكم
فترة حكمه
  1. سليمان بن صولونج (أول حاكم مسلم)
1596-1637م (1005-1047هـ)
  1. موسى بن سليمان
1637-1682م (1047-1093هـ)
  1. آحمد بكر
1682-1722م (1093-1134هـ)
  1. محمد دوره
1722-1732م (1134-1144هـ)
  1. عمر ليلو
1732-1739م (1144-1151هـ)
  1. عبد القاسم
1739-1752م (1151-1166هـ)
  1. تِراب
1752-1785م (1166-1199هـ)
  1. عبد الرحمن
1785-1799م (1199-1214هـ)
  1. محمد فضل
1799-1839م (1214-1254هـ)
إلى آخره
يُلاحظ أن إزاحة موسى بن سليمان على يد أخيه محمد غير مذكورة في هذه اللائحة. ويلاحظ أيضاً أنها لم تذكر اسم إسماعيل بن موسى الذي اغتصب السلطة والذي يقال أنه طرد أبناء أخيه لكونهم صغاراً.
لائحة الشيخ الطيب (أ)
لائحة د. كونيغ (ب)
الحاكم
سنة حكمه هجري/ميلادي
الحاكم
سنة حكمه هجري/ميلادي
1.     سليمان (ويدعى  «صولونغ» أو العربي
848/1444
1.     أحمد المقاقور القريشي
825/1448
2.     عمر بن سليمان
880/1475
2.     رفاعة بن أحمد
877/1472
3.     عبد الرحمن
897/1491
3.     شاو دِنقيد (ابن رفاعة؟)
893/1498
4.     مكمود
916/1510
4.     إبراهيم «الدليل» ابن رفاعة
913/1507
5.     محمد سول
932/1525
5.     صابون بن إبريم
967/1559
6.     دليل
957/1550
6.     إدريس (الغال) ابن صابون
987/1579
7.     شرف (السراف)
962/1554
7.     كورو بن إدريس
1000/1591
8.     أحمد
991/1583
8.     تريندم (أخ)
101/1602
9.     إدريس
1001/1592
9.     سلبوطي (صالح؟) بن إدريس
1020/1611
10. صالح
1013/1604
10. عبد الرحمن «السراف» (ابن إدريس)
1031/1622
11. منصور
1035/1625
11. رومسان بن إدريس
1064/1654
12. شوش
1048/1639
12. دياتومي بن رومسان
1096/1685
13. نصر
1068/1658
13. سليمان ابن أخ دياتومي
1100/1688
14. تُم ، أو توم
1080/1670
14. موسى بن سليمان
1113/1701
15. سليمان الثاني (أطلق عليه عدة كتاب خطأ اسم صولونغ).
1106/1695
15. محمد بلات
1116/1704
16. موسى
1126/1714
16. موسى (مرة أخرى)
1119/1706
17. أحمد بكر
1138/1726
17. أحمد بكر
1128/1716
18. محم دوره بن محمد بكر
1158/1744
18. إسماعيل (أبو حَرامة) بن موسى
1141/1728
19. عمر الثاني (السراف) ابن محمد دوره
1170/1764
19. محمد أبو حرامة (ابن أخ إسماعيل)
1154/1740
20. أبو القاسم (عم عمر)
1177-1764
20. عمر ليلو
1159/1746
21. تراب (أخ عبد القاسم)
1181/1768
21. أبو القاسم (عم عمر)
1167/1753
22. عبد الرحمن
1201/1787
22. تِراب (عبد الشمس)
1176/1762
23. محمد فضل
1214/1800
23. حاجي إسحاق بن تِراب
1200/1786


24. عبد الرحمن (عم)
1204/1789


25. محمد فضل (ابن)
1214/1799
* ملاحظة: اسم «أبو حرامة» (أي أبو اللصوص) لقب مميز جداً.

Journal of the Royal African Soceity, Vol. 27, No. 108 (July, 1928), pp. 353-363.
مجلة الجمعية الملكية الإفريقية، ج 27، عدد 108 (يوليو، 1928)، ص 353-363.

يتبع


[2]  هذا دأب المستشرقين في نعت من يدافع عن دينه ووطنه ضد الظلم والمستعمرين! (م).
[3]  لا ندري صحة هذا الاتهام للسلطان علي ! (م)
[4]  بين الإنكليز والفرنسيين (!) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق