السبت، 27 يوليو 2013

كيف تفلتت الأمور من يد العسكر؟


سيد يوسف
لا يغرنكم طلب التفويض بالقتل فهذا يعنى الفشل فى استراتيجيات التعامل من قبل ويعنى توترا يبعث بصاحبه على التخبط ...ويبدو أن السيسى ومن معه قد فلتت الأمور من بين أيديهم وأنهم لم يستوعبوا الدروس المستفادة من ثورة 25 يناير وأنهم على وشك الغرق والأدلة فى ذلك كثيرة نكتفى منها بما يلى:
1/ الحلول الأمنية للمشكلات السياسة بالمجازر والقتل لا تنتج إلا تفاقما فى الأوضاع يدرك ذلك أي دارس لعلم الاجتماع  السياسى...أو أى راصد للتحول فى بنية الشباب النفسية بعد ثورة 25 يناير.
2/ اتساع  الخرق على الراتق حيث مطروح وما أدراك ما مطروح، سيناء وعدم التحكم فيها، مدن الصعيد وما فيها من ثأر مع الشرطة، تصاعد الاحتجاجات فى القاهرة والإسكندرية والمنصورة وكثير من المدن المصرية بما لا يؤهل الأمن للتصدى لها على المدى الطويل إذ معارك الاستنزاف تكون الغلبة فيها لصاحب النفس الأطول وحين تستنزف طاقة الأمن فسرعان ما يكون الانهيار وشيكا.
3/ وجود دم ومجازر موثقة بالصوت والصورة ووجود إدانة دولية وحقوقية وهى جرائم لا تسقط بالتقادم.
4/ نوعية مؤيدى العسكر لا تنصر حقا ولا تدحض باطلا ولا تثبت فى ميدان...يحتاجون لثورة إعلامية وفوتو شوب فقط مع تزوير واضح للعيان.
5/ وجود طرف داخلى كبير وفاعل وقادر على الحركة رافض للانقلاب يتمدد يوما بعد يوم مع ممارسات غاشمة لسلطة عسكرية غاشمة تزيده إصرارا وعنادا.
6/ وجود حكومة بلغت بها الشيخوخة مبلغها غير قادرة على استدراك المشكلات الاقتصادية.
7/ عودة دولة الفلول ومبارك العسكرية بما يمثله من تهديد لشباب ثائرين ينتظرون الفرصة للحركة من جديد.
8/ غياب الرؤية الاقتصادية والسياسية لعسكر لا يعرف سوى القبضة الأمنية وإعلام داعر ومع طول الوقت سيتعرى من ورقة التوت التى يتستر بها.
9/ وجود استحقاقات انتخابية بعد قليل فإما تزوير يثير الشغب وإما نزاهة تستدعى خصوم العسكر حتى وإن تعامى عن ذلك المغيبون.
10 / وأخيرا لن أتحدث عما لم يثبت كانشقاقات فى الجيش وإدانات غربية لا تؤثر ومقاطعات دولية مؤقتة وإحراج دولى كبرتوكولات سياسية وعدم اعتراف دولى بالانقلاب وهو موقف للحرج ينتظر لمن تكون الغلبة ولن أتحدث عن توقف المساعدات الدولية إلا لحكومة منتخبة فأطراف التآمر يمكنها سد هذه الثغرة لكن مثل هذه الأمور تبعث على التوتر لدى عسكر ليس لديهم خبرة كافية بالسياسة حتى وإن كانوا أداة يحركها الغرب.
مما سبق يمكننا أن نستنتج:
ضعف رؤية العسكر ومن يفكرون لهم عن رؤية الطاقات النفسية والآمال للشباب المصرى ولقطاع عريض منه، وفشل القبضة الأمنية فى تحقيق الاستقرار المزعوم، واتساع الخرق على الراتق مما يستدعى قبضة أمنية تنذر بتفجر الأوضاع – وهذا ما يرجحه كاتب هذه السطور- وإما غياب عن المشهد والتحكم من وراء الستار وهذا ما يطمع فيه العسكر ولكنها أيضا مخاطرة إذ القنبلة لا تنفجر مرتين بمعنى أن المصريين سيكتسبون خبرة فى التعامل مع الفترة الانتقالية المحتملة حين تتفجر الأوضاع إن قدر لها ذلك وهو ما تنذر به مؤشرات كثيرة.
 لم أتحدث عن دور الغرب إذ مصر مسرح للساسة الكبار فى الخارج ذلك أنى أدرك أن أطراف القوة فى مصر ما هم إلا أداة تحركها الغرب فى دهاليز الدولة العميقة بكل مؤسساتها.
 والحل من وجهة نظر كل باحث راصد للأمور فى مصر : لابد من حل سياسى لا أمنى أو دموى نحن مقبلون على ايام غاية فى التوتر: جامعات على الأبواب، دورى كرة قدم وما فيه من حشود، ثبات أناس فى رابعة وغيرها الموت عندها أحب من الحياة، مطروح وما أدراك ما مطروح، الثأر فى مدن الصعيد ... سيناء وما تمثله من اقتصاد معطل وطاقة مهدرة وبشر غاضبين...نزيف اقتصادى لن يوقفه معونات الآخرين فالمعونات مجرد مسكنات لا تلبى طموحات 90 مليون...
لابد من حل سياسى وإلا الكارثة ستعم على الجميع ...فلنتوقف عن العناد وسوء تقدير الموقف وسوء قراءة المشهد...إن مستقبل أطفالنا وبلادنا فى خطر يجب تداركه سريعا...الحلول واردة صحيح الثقة غير موجودة لكن بالتقارب يمكن الوصول إلى حلول ممكنة...لن تكون هناك مباراة صفرية لن تكون مهما زعم كل طرف امتلاك مقاليد القوة لذا فالبحث عن حلول سياسية غير دموية ولا أمنية يمكن أن يخفف من هذا النزيف والذى ترك ندوبا لن تعالج لأزمان عديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق